المساء
أحمد عمر
شعبية الرئيس
بدي السيسي وكأنه الناجي الوحيد في معركة طويلة امتدت عقوداً لتكسير العظام وتجريس القيادات السياسية والحزبية.. حينما التف الناس حوله يطالبونه بالترشح لرئاسة الجمهورية.. لكن دوام الحال من المحال وشعبية الرؤساء حتي شرعية الأنظمة تتأكل.. والا ما خرج الناس علي مرسي وجماعته بعد شهور قليلة من انتخابه.. فهل تآكلت شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
الأهم من الاجابة هي ألا نقع فريسة لمن يدعون أنفسهم "مراكز استطلاع الرأي العام" بالحق أو بالباطل لا نعلم علي وجه اليقين من ورائها ولا ما يتخذونه من آليات تضمن الدقة لاجراء الاستطلاعات ان كانت حقيقية.. أن نسأل أنفسنا لماذا علينا أن نحب الرئيس أو نكرهه.. إن حربا ضروساً يقودها "المحبون" وهم الدرجة الأدني في مراتب العضوية بجماعة الإخوان "الارهابية" عبر المواقع الالكترونية للتواصل الاجتماعي تستهدف الرئيس والنظام لكنها تجاوزت حتي طالت المجتمع بأسره.. وتعدت بمراحل حدود النقد السياسي حتي انزلقت إلي مستنقع الخيانة أبسطها دعايتهم ضد السياحة في مصر.. تستند حرب المحبين وجماعتهم إلي عبارات من السباب البذيء وروايات متعددة ومتجددة يثبت عادة بعد ساعات من نشرها أنها غير صحيحة.. فيما يكشف عن إفلاس من أسباب حقيقية وسط حالة تبدو كأنها "أوهام" خلق مناخ مماثل لما قبل ثورة يناير 2011 والسير علي خطوات ثورة نجحت لتفجير ثورة جديدة.. أقول أوهام لأن الثورات الحقيقية تنبت من تراب الأرض لا تخضع لحسابات الاستيراد والتصدير ولا تكفي فبركة الحكايات والتسجيلات لتحريك الملايين علي قلب راجل واحد في الشوارع والميداين.. ويرتبط بذلك ما يصفه صديقنا الكاتب الصحفي فتحي عبدالعزيز بقوله إن المتآمرين دوما علي الوطن يبحثون الآن عن "أيقونة" كخالد سعيد لثورة يتمنون اشعالها في إشارة إلي من جري اعدامهم تنفيذا لحكم القضاء في قضية عرب شركس.. وتباكي شيوخ الإخوان عليه وهم يعددون مآثره ويصفونه بالبراءة وأنه الفتي القاصر ضحية الظلم قبل أن تظهر له صور تكشف أنه كان واحداً من جزازي الرءوس بتنظيم داعش في سوريا.
معركة المحبين تجري في مواجهة فريق مضاد يكيل لهم الصاع صاعين من جنس العمل.. علي الرغم من أن الاجابة الرشيدة تدور حول كيفية استخدام الرئيس للسلطة ومدي نجاحه في تحقيق الأهداف والقيام بالمسئوليات تجاه الشعب والدولة.. ومع المسئولية الطبيعية للرئيس عن أداء الحكومة بحلوها ومرها فان الصورة لا تبدو وردية الا أنها ليست سوداء ومازالت تبعث علي الأمل والتفاؤل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف