أمس وعلي هذه الصفحة كتب الزميل إيهاب الحضري مقاله الاسبوعي وكان عنوانه: مقاومة التطرف تبدأ من »المطبخ».
الزميل والصديق إيهاب الحضري خلص في مقاله إلي ضرورة قيام إذاعة القرآن الكريم بتغيير برامجها وآلية عملها خاصة أنها تستحوذ علي أعلي نسبة من المستمعين مشيراً إلي أن هذه النسبة تفتح المذياع علي محطة القرآن الكريم لمجرد التبرك لا أكثر ولا أقل سواء في بيوتهم أو متاجرهم، وتطرق الكاتب الصحفي إيهاب الحضري إلي أن بيوتات كثيرة مكان الراديو فيها هو المطبخ!
تناقشت أنا وزميلي مصطفي بلال مستشار رئيس التحرير مع الكاتب مؤكدين له اننا من المستمعين الدائمين لهذه الإذاعة وأكدت اتفاقي مع ملاحظته علي برنامج الامسية الدينية الذي يذاع فيالتاسعة والربع مساء كل يوم ويمتد الي العاشرة وهو البرنامج الذي استمع اليه وهو يقود سيارته الي منزله وكان أكثر من ثلاثة أرباع مدته الزمنية تلاوة قرآنية وتواشيح ،أما درس الخطابة الذي يلقيه واحد من العلماء الكبار فلا تتجاوز مدته الزمنية خمس دقائق.
وإجمالاً طالب إيهاب الحضري بضخ دماء جديدة صاحبة فكر مختلف يتلاءم مع الدعوة لتجديد الخطاب الديني إن لم تفعل ذلك فلتعد الي ما كانت عليه في بداية ظهورها وهو الاكتفاء باذاعة تلاوات القرآن الكريم فقط. وإذا كان للزميل العزيز حق في انتقاد برنامج الامسية الدينية وآنا معه من منطلق ان هناك عملية مونتاج تكتشفها بوضوح خلال اذاعة حديث العالم الذي تستضيفه الامسية كل يوم وربما علي مدار الاسبوع كله ،ليس هناك درس من خطيب أو واعظ الا من خلال اذاعة صلاة الجمعة وبرنامج الامسية الدينية.
أزعم أن هناك العديد من مذيعي محطة القرآن الكريم علي تمكن جيد وإلمام رائع بقضايا أمتهم فهناك يوم السبت مذيع الربط في الفترة الصباحية من الثامنة إلي الحادية عشرة يخرج عن المألوف والروتين في منهاج مذيع الربط ويشد أذن المستمع بما فتح الله عليه من علم وقضايا يتطرق إليها بين كل فقرة وأخري. وهناك أيضاً عالمنا الجليل د. محمود عباس الضيف شبه الدائم يومياً في برنامجه الصباحي الاسلام وقضايا العصر والذي يتعمق فيه مع مقدم البرنامج في تجديد الخطاب الديني كما ينبغي ان يكون التجديد حيث يتطرق في برنامجه الذي لا يزيد علي دقائق معدودة إلي قضية حياتية بمضمونها اقتصادياً كان أم اجتماعياً ويمزجها بالجانب الديني ليقدم لمستمعيه خلاصة الخلاصة كما يقولون.. ربما المطلوب أن تزيد مساحة هذه النوعية من البرامج وربما من الضروري أن تكون خطبة الامسية الدينية ثلث ساعة علي الأقل وربما من الضروري أن تخرج البرامج إلي الناس في مراكز الشباب أو قصور الثقافة وأيضاً المدارس في كل ربوع مصر.. لا تكتفوا بالامسية الدينية ودقائق لا تسمن ولا تغني من جوع عن الفكر الديني وكفي أنكم طلبتم من الراغبين في إذاعة الامسية من مسجد في قرية ما أوحي في مدينة توفير وسيلة للإنتقال والعودة من مبني الاذاعة الي المكان حتي لو كان في اسوان.
اخرجوا إلي الناس وأطلقوا المساحات الزمنية للمناقشات والسجال خاصة مع الاجيال الشابة.. ولديكم نخبة من المذيعين قادرة علي ذلك ولدينا صفوة من العلماء فما الذي يمنعكم من تحريك الماء الراكد؟