عائشة عبد الغفار
قطر تاريخ هش ومخططات شيطانية!!
قدمت قطر شكوى لمجلس الأمن بأن مصر تستغل رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب وتصدت لها الدبلوماسية المصرية باقتدار من خلال أسانيد سياسية وقانونية ومنطقية تناولت جهود مكافحتها للإرهاب وإحاطات حول دعم قطر للإرهاب.
ويتساءل الإعلام الغربى كيف لقطر أن تتحول إلى عدو دولى؟ منذ عشر سنوات فى عصر إعادة شراء القصور ونوادى كرة القدم، كان الجميع يتحدث عن الدولة الصغيرة التى سوف تلتهم العالم...! ومنذ يونيو الماضى قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر بعد نفاد صبر مصر ومنطقة الخليج.
تواجه قطر مصيرا صعب التنبؤ به بعد أن فاض الغرب بنسجها لمخططات شيطانية فى المنطقة وفى دول عديدة. إن ثروة الغاز والبترول والتهديد الخارجى هى معادلة قطر الثابتة، فمنذ تقلد السلطة الشيخ خليفة الذى كان يرى أن أفضل وسيلة للحفاظ على تلك المعادلة هو التزام الصمت والتسلح بالحذر والكتمان، أما ابنه حمد الثانى الذى تقلد زمام الحكم عام 1995 بانقلاب ضد والده فكان يرى العكس وفقا للخبير «مهدى لازار» فى كتابه «قطر اليوم»، الذى يؤكد أن غزو صدام حسين للكويت 1990 قد غير تلك المسلمات، وبالنسبة للشيخ تميم فأفضل أسلوب للحكم هو أن يضاعف الاستثمارات المرئية وأن يبعد مخاطر جيرانه من خلال التحالفات المختلفة حتى لو كانت مستحيلة ومتضاربة.
إن قطر التى تستقبل على أرضها أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة تستقبل فى آن واحد طالبان وتمول حماس برغم تصنيفهما من قبل الولايات المتحدة بأنهما إرهابيتان.
منذ عشر سنوات كان ذلك المنهج الدبلوماسى الغوغائى مستحيلا ومرفوضا فى منطقة متمزقة بسبب الربيع العربى وتغلغل الجهاديين، ويصف خبراء الإستراتيجية قطر الآن بأنها «ترقص رقصة الفالس فوق الهاوية».
منذ 2011 بدأت قطر تراهن على الأعداء المعلنين لبعض جيرانها، ولذلك ساندت الإخوان المسلمين فى كل من تونس وليبيا ومصر. ولا ننسى أن قطر أيضا تغازل إيران على أمل إشعال الفتنة الطائفية بين السُنة والشيعة، وأمام خطة قطر الشيطانية فى محاولة بلقنة المنطقة وخطورة دعمها للإرهاب، فإن الرئيس ترامب أعطى إشارة واضحة لقطر من خلال إلزامها بإبرام مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة حول منع تمويل الإرهاب، بمعنى آخر تضييق الخناق عليها بالأدب. وإن كان الإعلام الغربى يندد الآن بسياسات قطر فى كل ساعة وفى كل يوم، وإن كان كتاب «قطر الدويلة الكريهة التى تريد لنا الشر»، وكتاب «أسرار الخزينة الفولاذية» قد كشفا أخيرا فى فرنسا مخاطر تمويل قطر للميليشيات المسلحة ومخطط قناة الجزيرة لقلب أنظمة الحكم فى المنطقة.
فلابد أن يتعامل الغرب بصرامة وشفافية أكبر وحزم مع قطر التى تهدد الأمن الإقليمى والدولى، كما أن الحرب الدبلوماسية على قطر يجب أن تذهب أبعد من ذلك من قبل القوى العظمى وبصفة عامة والاتحاد الأوروبى وفرنسا بصفة خاصة.
وعلى المجتمع الدولى أن يصدر عقوبات صارمة ضد أى دولة تحتضن الإرهاب سواء بالتمويل أو التحريض أو الترويج، لأن الأمن والاستقرار هما قافلة التنمية والرفاهية لشعوب كوكبنا التعس!.