محمد سيد ابراهيم
تعلية المباني.. وأرواح السكان
قد تنجح راقصة في اعتلاء كرسي متهالك بهدوء ولكنها غالباً ما ستسقط به لو حاولت مزاولة هوايتها من فوقه. وبالمثل لو استخدمنا سلما ضعيفا للصعود بتؤدة عليه فقد ننجح ولكنه سينهار بنا لو حاولنا العمل ونحن فوقه. وكذا يمكن وضع مطرقة بهدوء علي لوح من الزجاج. أما لو أسقطناها عليه فستهشمه.. وهي نماذج توضح لنا الفارق بين الحمل الاستاتيكي في الحالات الأولي لكل مثال وعندما يتحول لديناميكي بعدها. وقد يتكرر الأخير كتكرار ثني سلكة ليوصل لحالة الكلال "fatigue".
فأثار تحرك المركبات علي كوبري مثلا تختلف عن ثقل مبني باثاثه وسكانه ولذلك يطلبون من مستقلي السلالم الكهربية الثبات عليها حتي مغادرتها. كما يصدر القائد المحنك لجماعته العسكرية أوامره بعدم تنظيم خطواتها عند عبورهم الكباري والمعديات البدائية.
لذا لا يعتمد مصممو أساسات المباني علي ثقل البناء وسكانه بأثاثهم فحسب عند تصميمها بل يضعون عامل أمان "factor of safety" يسمح بتحمل قواعدها لأضعاف هذا الحمل وبحسب الزمن المقترح لعمر المبني بسبب الاهتزازات وظروف الاستخدام والتقادم والزلازل والرطوبة وغيرها. وذلك إذا ما استبعدنا فساد الضمائر عند إعداد مكوناتها خلال الإنشاء. وهو ما يتم مراعاته أيضاً في التصميمات الميكانيكية والكهربية التي تعرض لظروف استخدام قاسية قبل بيع منتجاتها.
ولكن كثير ما نغامر بتلك الزيادات التي أتاحها لنا ذلك المعامل ضاربين بها وبالظروف المحيطة عرض الحائط. رغم أنها وطبيعة الأحمال وطريقة الاستخدام من أهم العناصر المحددة لعمر المنشأة أو الجهاز أو المركبة أن لم تؤدي لانهيارها السريع أو المفاجئ.
فتعلية المبني المصمم علي ستة طوابق بآخر إضافي مثلا لن يقلل من عمر المبني للسدس مثلا ولكن لأكثر من ذلك وهو ما يجب أن يضعه مناقشو مسألة تعلية المباني في الاعتبار لأن الحمل المضاف تم وضعه بأعلي أي بمكان أكثر تأثيرا علي المبني وعلي قصوره الذاتي الذي يتغاضي عن الاهتمام به البعض بعمل معظم أو كل اتجاهات اعمدته علي المنفذ أو الشارع لحساب توسعة الواجهات أو تيسير التقسيمات الداخلية للوحدات.