الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
التآمر قديم
في تقرير كتبه مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جونسون سنة 1968 قال فيه: إن حضارة الغرب هزمت
حضارة الشرق- قاصداً البلاد الإسلامية والعربية- وأضاف: انه لابد من استمرار عمليات النصر بتفكيك جيوشه مصدر غروره وقوته التي تحميه من كل شر. والعمل علي تقسيم سكانه بحسب الطوائف والأجناس والمذاهب والأديان.
واستدل علي تحقيق انتصار الحضارة الغربية علي الحضارة الشرقية باستخدام الشرق لكل مظاهر الغرب وأساليبه وفنونه علي حساب التقاليد الشرقية والعادات والتقاليد وأصول الفن الشرقي.
هذا الغرض السييء هو نفسه ما كان يسعي إليه هنري كيسنجر في دعوته إلي تفتيت دول المنطقة حسب ما بها من أجناس ومذاهب. تمهيداً لهيمنة إسرائيل في المنطقة. وإعلاء قوتها وشأنها كدولة دينية في قلب الشرق الأوسط. وهو ذاته ما نادي به برجنسكي المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي استكمالاً لما ارتكبه الغرب في اتفاقية سيكس بيكو في الربع الأول من القرن الماضي.
التقسيم لن يتم لمجرد إرادة الدول الغربية والأجهزة العاملة في كنفها. إنما يتم بخضوع الحكام واستكانة الشعوب الذي يؤدي حتماً إلي ضعف الجيوش.
يعرف الغرب أن الجيوش في الدول العربية هي مصدر فخرها ودرع حمايتها. لذلك عمل علي اختلاق كيانات وجماعات متعددة أمدها بالسلاح والعتاد والأموال لتتمكن من تخريب البلاد بالاعتداء علي رجال القوات المسلحة واشغالها عن مهامها الوطنية في حماية البلاد. أبداً لن يغيب عن ذهن عاقل كل ذلك. إذ كيف تتحصل تلك الجماعات أو الكيانات الإرهابية علي الأسلحة التي تستخدمها.. أسلحة متنوعة لا حصر لها. تصل إليها بطرق أو بأخري مدعمة بسيارات الدفع الرباعي القادرة علي اختراق الصحراء والطرق الوعرة.
كيف استطاعت هذه الجماعات التي تحمل أسماء خادعة أن تخترق بعض المناطق في الوطن العربي سواء كانت سيناء أو الصحراء الغربية في بلاد العراق وسوريا وليبيا. كيف تمكنت داعش من الاستيلاء علي بترول الموصل وتصديره والحصول علي الأموال الداعمة لها.
أخطر ما تلاقيه الشعوب وجيرانها هو غدر الإرهاب وهجومه الخائن علي أماكن المدنيين والغدر بهم. ولا يكون ذلك إلا بمعلومات يمدهم بها ظهير لهم. وأجهزة تعمل لحسابهم. ويتحمل الجيش والشرطة العبء الأكبر في التصدي لهؤلاء المخربين الذين يعملون لصالح قوي متآمرة تهدف إلي تفكيك والتهام باقي الدول العربية.
ولكن يجب علي المواطنين جميعاً تحمل كافة الظروف واليقظة الدائمة والوعي الكامل لمواجهة العناصر التخريبية المدمرة ذلك أن المعركة لا تخص الجيش والشرطة وحدها. وإنما تخص الأمة كلها.
المؤامرة دولية بدأها الغرب من سنين طويلة. منذ الحروب الصليبية حتي الاستعمار الحديث في القرن التاسع عشر والعشرين. والذي طور وسائله إلي بث الفتن وإثارة الطائفية والعنصرية والمذهبية بين الشعوب العربية والاعتداء علي جيوش الأمة درع الأوطان وسيفها.
الوحدة والتقدم العلمي في مجالات الحياة والوعي الذي لا يغيب والالتفاف حول جنود الوطن وهو السبيل الهام والجاد للتغلب علي كل أساليب التفرقة والتخريب في البلاد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف