الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
المدرج خاليي تماماً لشجاعة حكم
ليس عندي "نت" لأعرف الماضي بكل أحداثه وشخصياته.. ولم أعمل مثل عدد من زملاء أرشيفاً للأحداث والشخصيات الرياضية وغير الرياضية.. لذا اعتمد دائماً علي ذاكرتي في كتاباتي الصحفية وفي كل الكتب التي ألفتها.
بمناسبة كلمة "الأرشيف" كان المرحوم رياض شرارة كابتن كرة السلة الدولي الكبير يملك أضخم وأدق أرشيف رياضي في مصر كلها.. حتي انه مثلاً يضم أرشيفه تواريخ كل أعياد ميلاد كل نجوم مصر في كل اللعبات.. هذا مثال.. كان يشتري كل الصحف والمجلات كل يوم ويقص ويلصق كل ما هو مهم مع تخصيص حجرة مكتبة في شقته.. بعد وفاته رحمه الله اتفقت مع زوجته الدكتورة أميرة طبيبة الأسنان علي إهداء الأرشيف لجهة ما ويكتب عليها اسمه.. ولا أدري إذا كان قد حدث هذا أم لا.. كما فعلت السيدة الفاضلة والإعلامية الكبيرة سامية صادق حينما أهدت مكتبة المرحوم عادل شريف أحد عمالقة النقد والتعليق الرياضي لنادي التوفيقية التي كتبت عليها اسمه.
***
أعود إلي موضوعنا.. مباراة نهائي الكأس بين الأهلي والمصري البورسعيدي.. أذكر أغرب نهائي له ذكريات لا تنسي.. وكانت المباراة بين المصري والترسانة.. بعد أن أخرج هذان الناديان كلا من الأهلي والمختلط "الزمالك الآن" عام 1953 وما أدراك بالمصري والترسانة في ذلك الوقت.. كان النادي المصري يلعب له الضظوي ولهيطة ومحمدين وغيرهم.. وكانت الترسانة الكابتن حمزة عبدالمولي ومعه هداف رائع اسمه عبدالنبي إذا وصلت الكرة قدمه أو رأسه وهو قريب من المرمي تأكد من هدف في المرمي بأقصي سرعة!! حكم المباراة الحكم الكبير السكندري محمد أبوالعز بعيداً عن حكام القاهرة وبورسعيد.
كانت مباريات نهائي الكأس تقام في ملعب القوات المسلحة الكائن بجوار الاتحاد الرياضي العسكري.. باعتباره ملعباً محايداً وبه مدرجات خشبية تتسع لجمهور الناديين في هذا الوقت.. حتي المقصورة بالخشب وعلي الأرض أمام خط المرمي.. وهنا حكاية طريفة.
تدحرجت الكرة عن خط الملعب حتي وصلت إلي أمام قدمي الملك فاروق الذي كان حريصاً علي تسليم الكأس بنفسه كل عام مثل ملك أنجلترا.. ومن المعروف أن الملك فاروق كان تعليمه كله في أنجلترا.. وقد حضرت الكرة حتي أصبحت في متناول يد الملك الذي التقط الكرة من الأرض ورماها لأحد لاعبي المختلط "الزمالك" الذي رمي الكرة لزميل له ومنه إلي حافظ زقلط الذي أحرز هدفا ظهرت الصحف في اليوم التالي بعنوان كبير: الملك فاروق يحرز هدفاً لنادي المختلط!!.. من يومها تم تغيير اسم النادي من المختلط إلي اسم فاروق.. حتي قيام الثورة.
***
نعود إلي عام 1953.. نهائي كأس مصر بين المصري والترسانة..المباراة كانت غريبة في سيرها.. المصري مهيمن علي الملعب والترسانة تحرز الأهداف.. إلي أن جاء الشوط الثاني وأحرز عبدالنبي الهدف الثالث فيرمي جمهور المصري الطوب والزجاجات في الملعب أثناء المباراة.. يوقف الحكم أبوالعز المباراة ويطلب من الأمن إخلاء المدرج تماماً.. وجلس أبوالعز علي الكرة في الملعب والبوليس يطارد مشجعي المصري حتي أصبح المدرج خالياً تماماً.. نشرنا صورة المدرج خاليي والتعليق كان "شجاعة حكم".. نظراً لوجود محمد نجيب في الملعب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف