د. مينا بديع عبد الملك
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «49»
بعدد ١٦ أغسطس ٢٠١٢، نشرت لى جريدة «أرثوذكس نيوز» التى تصدر بولاية كاليفورنيا الأمريكية مقالًا على صفحة كاملة، تحت عنوان: «رسالة مفتوحة من د. مينا بديع عبدالملك إلى نيافة الأنبا بيشوى.. اختيار الأب البطريرك دروسًا من تاريخ كنيستنا المجيدة»، جاء فى مقدمة المقال ما يلى:
«فى البداية أود أن أقرر حقيقةً، وهى أن علاقتى بمحبة صادقة بنيافة الأنبا بيشوى تعود إلى شهر ديسمبر ١٩٦٧، وقتما كنت طالبًا بالفرقة الإعدادية بكلية الهندسة- جامعة الإسكندرية- وكان المهندس مكرم إسكندر نقولا- نيافة الأنبا بيشوى- يشغل وظيفة مدرس مساعد بقسم الهندسة الميكانيكية، كما أننا أيضًا- وأنا أفتخر بذلك- ارتوينا من نفس الينبوع العلمى بكلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، من خلال جهابذة الأساتذة الأفاضل فى العلوم الأساسية «رياضيات، ميكانيكا، فيزياء، رسم هندسى، هندسة وصفية»، كما ارتوينا من نفس الينبوع الروحى بكنيسة مارجرجس باسبورتنج- بالإسكندرية- من خلال كاهن الحق والتلميذ الأمين فى طريق الرب القمص بيشوى كامل، الأيقونة الجميلة للكهنوت المبارك، ومعه شريكه فى الخدمة القمص تادرس يعقوب ملطى- أطال الرب فى عمره.
من هنا فأنا أكن كل محبة وتقدير لنيافته- هذا من جانبى، وأنا صادق فيما أقول - لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك اختلاف فى وجهات نظر، وليس خلافًا. وأذكر جيدًا أن آخر حديث تليفونى دار بيننا عندما اتصلت بنيافته، صباح الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢، فى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحًا، وكان فى اليوم التالى لمراسم جنازة أبونا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث، إذ قدمت له واجب العزاء، كما عبرت عن استيائى واستياء الكثيرين من صلاة «الطرح» التى تلاها نيافة الأنبا بفنوتيوس- أسقف سمالوط- وجعل عنوان الصلاة «وصية البابا شنودة الثالث»، مما أثارت بلبلة فى وسط الإعلاميين والشعب المصرى عامة، أقول ذلك لكى أؤكد أنه إن كنت متبنيًا رأى اقتصار الترشح للكرسى البطريركى على الآباء الرهبان، فأنا لست ضد أحد من الأساقفة، ولا أؤيد أحدا من الرهبان، لكنه مبدأ معمول به فى الكنيسة، والدليل على صحة ما أقول أننى بدأت الكتابة فى هذا الموضوع بجريدة «الأهرام»، الصادر صباح الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٢، وبمجلة «المصور» فى نفس اليوم، ثم صفحة كاملة بالألوان بعدد جريدة «الأهرام» الصادر صباح الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢، وواضح من تلك التواريخ أنه لم يكن باب الترشح للكرسى البطريركى قد فُتح بعد، وبذلك لم أكن أعلم من هم المرشحون. ثم توالت بعد ذلك سلسلة من المقالات فى جريدتى «المصرى اليوم» و«الأهرام» ومجلتى «آخر ساعة» و«روزاليوسف»، وما زلت أوالى الكتابة فى هذا الموضوع، من أجل استنارة الشعب بالقوانين والتقاليد الكنسية، بالرغم من المحاولات المستميتة التى تُبذل لإيقافى عن الكتابة.
عملى الأكاديمى طبع فى شخصيتى الانحياز للحق بشجاعة، فقد حصلت على العديد من الجوائز الأكاديمية بالجامعة والدولة، وعلى المستوى الدولى، فلى أكثر من ١٠٠ بحث علمى منشور بدوريات علمية عالمية، كما أننى أقوم بالتحكيم الدولى للدوريات العلمية العالمية، هذا معناه أننى أبعد من أن أقوم بأعمال بوليسية!
كما أن الإنجيل الذى تتلمذت عليه، والذى رأيته بوضوح فى أبى البابا كيرلس السادس، وأبى البابا شنودة الثالث، وأبى بيشوى كامل- يجعلنى أسلك بأمانة واستقامة وبروح الحق.. فى العدد القادم أسجل ملخص الرد الذى نشرته.
الحلم الذى تبدد فى كنيستنا
49