الدستور
أميرة ملش
صاعق الذباب.. أحدث طرق الأمن لاصطياد جنود وأشبال داعش
إحنا بنجبهم بطريقة «صاعق الذباب».. كان الحديث دائرا مع ضابط فى أحد الأجهزة الأمنية عن تنظيم «جنود الخلافة» وهو التنظيم الذى أنشأه داعش فى مصر لتنفيذ هجمات فى القاهرة الكبرى تحديدا، وفى الصعيد الشهر الماضى ومركزه الصعيد حيث الجبال والمناطق الوعرة التى يصعب أحيانا على قوات الأمن مواجهة الإرهابيين وتعقبهم فيها، ورغم أن مركزهم الصعيد فإن هدفهم الأول هو القاهرة والمدن القريبة منها.
وتطرق الحديث إلى قصة العائدين من معسكرات التدريب فى سوريا والعراق، والخطر الذى يشكلونه على مصر الآن، وأن الأمن استطاع ببراعة أن يحصل على أسماء وصور لبعض هؤلاء، فوزعها على الكنائس والإبراشيات والأديرة بعد أن حصل على معلومات تؤكد صدور أوامر لهم بشن هجمات على هذه الأماكن المقدسة ولا يوجد مانع إذا تسنى لهم الأمر بشن الهجوم على مبنى أمنى أو مكان حيوى، ولكن الهدف الأساسى والأهم هو الكنائس وقتل المسيحيين، ثم ذكر أن الأجهزة الأمنية الآن تتبع نظرية جديدة فى اصطياد العناصر الإرهابية وأطلقوا عليها اسم «صاعق الذباب» توقفت عند الاسم وسألته عن هذه النظرية أو الوسيلة، فقال إنها تعتمد على اصطياد الوسطاء أو الوكلاء، والذين يقع دورهم فقط فى مرحلة التجنيد والاستقطاب، وعن طريق الإيقاع بالوسيط والقبض عليه واستجوابه يتم من خلال اعترافاته التوصل للخلايا والإيقاع بخلية كاملة، ومعرفة أيضا الشبكة التى يتعامل معها الوسيط داخل مصر وخارجها.
وأضاف الضابط، الذى يعد أحد المسئولين عن تطبيق هذه النظرية، وهى استهداف الوسطاء، أنه خلال الفترة القصيرة الماضية استطاعت الأجهزة الأمنية ضبط عدد غير قليل من الخلايا الإرهابية بطريقة «صاعق الذباب»، وبعضهم ينتمون للتنظيم الذى يسمى «جنود الخلافة»، وهم مجموعات عنقودية تنتمى لداعش، وتعتمد الآن على العناصر العائدة من سوريا والعراق والتى تلقت تدريبات ثقيلة هناك واشتركت فى عمليات بالفعل، وهو ما يجعل عندهم خبرة كبيرة فى التخطيط والتحضير الجيد للعملية وتنفيذ الهجوم بدقة وسرعة، سواء كانت عمليات انتحارية، أو التفجير عن بعد بالعبوات الناسفة، ثم وضع خطة للهروب من منطقة الهدف وسرعة الاختباء، وأن داعش يهدف إلى خلق ما يسمى «أشبال الخلافة» من خلالهم لأنهم جميعا شباب فى سن صغيرة، وأنه إذا حدث واستطاعت القوى الدولية القضاء على رأس التنظيم وتفكيكه، يتولى هؤلاء المسئولية بتكوين تنظيم قوى من جديد يحمل نفس الفكر بخطط متطورة تحت مظلة وهدف واحد.
ومما اعترف به بعض العناصر المقبوض عليهم أنهم تلقوا أوامر بتنفيذ عمليات «دهس» مثل التى تشهدها أوروبا منذ فترة طويلة فى مصر، وذلك من خلال تجمعات الأقباط مثل أن يكونوا خارجين من الكنيسة بعد صلاة أو فرح، وهناك من تدرب على ذلك تدريبا جيدا، وهو الأمر الذى جعل الأمن يطلب من الكنائس أن تحد من خروج الناس بشكل جماعى وأن يتفرقوا ويخرجوا من أكثر من باب، إذا كانت الكنيسة لديها أبواب عدة، وأن يخرجوا بشكل منفرد بقدر الإمكان، لتجنب حدوث عملية دهس لهم، كما طالبوهم بعدم دخول الشنط سواء للسيدات أو الرجال خلال هذه الفترة الحرجة التى توجد معلومات مؤكدة بشأنها، والاعتماد الأكبر هنا، كما أكد الضابط، على فرق الكشافة والمتطوعين التى تحمى الكنائس بجانب الأمن.
وعن الخلايا العنقودية، فهى طريقة قديمة وشهيرة تتبعها بعض التنظيمات الإرهابية فى التكنيك الخاص بها، حيث لا أحد يعرف الآخر أو يعلم اسمه الحقيقى أو ما هى المهمة المكلف بتنفيذها، وهى أكثر أمانا من حيث صعوبة تعقب الأمن وملاحقته للعناصر، حتى فى حالة القبض على البعض منهم لا يستطيعون مهما كان الضغط أن يرشدوا الأمن عن الأمير وعن القيادات أو حتى زملائهم لأنهم بالفعل لا يعرفون شيئا عنهم، وكانت «الجماعة الإسلامية» فى التسعينيات من أكثر من طبقوا نظرية الخلايا العنقودية، و«جنود الخلافة» يعتمد على فكرة الخلايا العنقودية التى تنفذ عمليات محددة، وكل خلية لا تعرف بقية الخلايا للاحتياطات الأمنية، ولذلك طريقة «صاعق الذباب» تستهدف الوسيط الذى يستقطب وليس العناصر الإرهابية، لأن الوسيط عند الإيقاع به هو من يرشد عن الخلايا، حيث إن العناصر لا تعرف زملاءها فى الخلايا الأخرى وأحيانا فى نفس الخلية، عندما يتم تقسيم الخلية لمجموعات كل مجموعة لديها مهمات محددة، أى أن تكون مجموعة مسئولة عن استهداف كنائس، ومجموعة أخرى عن مهاجمة كمائن الشرطة وقتل ضباط ومجندين.
ومما سبق نجد أن الإرهاب يتطور ويجد لنفسه دائما حلولا أخرى ليستمر، وكذلك الأجهزة الأمنية فى مصر ومعها قوات الجيش تتابع ذلك جيدا وتطور هى أيضا من أساليب مواجهتها ونظريتها الأمنية، ولذلك فهى تقف لهم بالمرصاد ولا تدخر جهدا للقضاء عليهم.. وعلينا أن نثق بهم وندعمهم بكل ما نستطيع وأن نقدر جهدهم، وأن نكون على يقين أنها مجرد مسألة وقت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف