المصريون
جمال سلطان
رسالة تضامن مع المصريون
هذه الرسالة وصلتني من الأستاذ يسري عبد العزيز ، وهو من طيور مصر المهاجرة في ألمانيا منذ زمن بعيد ، وهو صديق دائم لموقع المصريون ، والذي يتابعه عدد كبير من المصريين في الخارج ، بل إن المعطيات التي يمنحها لنا "جوجل" تفيد بأن عدد المتابعين للموقع من خارج مصر أكثر من عدد متابعيه داخل مصر ، في الخليج العربي وفي أمريكا وأوربا واستراليا ، وهذا نلاحظه منذ إطلاق الموقع عام 2005 ، نظرا للحميمية التي يتصف بها الموقع مع الشأن المصري ، وكان بعض سفراء مصر بالخارج يتحدثون لخلصائهم أن أول شيء يفعلونه في الصباح هو فتح موقع المصريون لمعرفة أحوال البلد والجديد فيها من وجهة نظر مستقلة ومحايدة ، لا هي حكومية تنافق ولا معارضة لها مصالح وحسابات ، وكان هذا مما يزيد من عبئنا الأخلاقي تجاه ما ننشره .
رسالة الأستاذ يسري عبد العزيز وصلتنا أمثالها من أفاضل كثيرين خارج مصر ، كما وصلنا من الداخل أيضا رسائل تضامن ترد الروح ، وإذ أنشر رسالة "المهجر الألماني" فلأنه وضع يده على بعض المعاني التي "غلبنا" في توضيحها لأصحاب القرار هنا ، فإن عملية التضييق والحصار على الإعلام في الداخل ، فوق أنه بلا فائدة كبيرة في عالم اليوم وسماواته المفتوحة ، إلا أنه في الحساب السياسي خسارة فادحة للنظام وسمعته في الخارج ، إن كان هناك من يعنيه سمعة النظام في دوائره .
يقول المهاجر المصري الأستاذ يسري عبد العزيز في رسالته التي اختار لها عنوان : (رسالة تضامن مع جريدة المصريون!) .
رسالة تضامن نرسلها إلى جريدة المصريون والتي تم حجبها أحيانا وأخيرا منع طباعتها من مؤسسة الأهرام ، تضامننا مصحوب أيضا إلى رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة المصريون الأستاذ جمال سلطان وأخيه الأستاذ محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي للجريدة والذين تم استدعاؤهم بأمر من نيابة أمن الدولة العليا، وذلك للتحقيق معهما فيما وصفه الإخطار بأنه (القضية رقم 803 لسنة 2017 ـ حصر أمن دولة عليا)، وذلك يوم الثلاثاء الموافق الثامن من أغسطس والذي تم تأجيله إلى يوم السبت المقبل الموافق الثاني عشر من أغسطس.
نقول لهم:
بأننا جميعا متضامنون معكم، وندعو الله لكم أن يحفظكم ويحفظ قلمكم. لأنه وبدون أي مجاملة نعتبر جريدة المصريون هي الجريدة والتي أدعي بأنها الوحيدة المكتوبة والتي تصدر في مصر والتي تنقل لنا الأخبار الصحيحة وتقوم بالنقد البناء وتحاول توضيح الحقيقة. والأهم من ذلك كله إنها جريدة تحترم عقول القراء ولا تستخف بهم وكما تفعل صحف كثيره رسمية وخاصة.
ونقول: حقيقة نعتبر جريدة المصريون بالنسبة لنا كنافذة نطل من خلالها كمغتربين على وطننا الأم، نسترقى أخبارها ونعيش أحداثها ونشاركها أفراحها وآلامها.
نعم ، ولذلك نتمنى على من بيده القرار أن يراعي الجوانب الإيجابية الكثيرة والتي تتمتع بها الجريدة ومدى أهميتها لدى المصريين وخصوصا المقيمين في الخارج وأكاد أدعي ذلك.
وأيضا عليهم بألا يغفلوا بأن تواجد تلك الجريدة المستقلة المعتدلة واستمرارية إصداراتها ونشرها كجريدة مطبوعة وإلكترونية يمكن أن تعكس صورة للخارج بأن هناك في مصر نوعا ما من المساحة للحرية الإعلامية حتى وإن كانت ضئيلة.
وننتمى أيضا ممن بيده القرار عدم فرض الزامات ومحاولة التقييد على البعض في باب الحريات الإعلامية المتبقية، والتضييق عليهم في المساحة الحرة الضئيلة لأقلامهم. وأيضا عدم استخدام أدوات الترهيب والوعيد والتي تهدم ولا تبني ... انتهت الرسالة .
أشكر الأستاذ يسري عبد العزيز على رسالته التضامنية العفوية النبيلة ، وأشكر كل الأصدقاء والقراء الذين تفضلوا بإعلان تضامنهم معنا ، من داخل مصر ومن خارجها ، سواء من خلال رسالة البريد الالكتروني أو نوافد الفيسبوك أو تويتر أو الاتصالات الهاتفية ورسائل الواتس أب .
رغم كل شيء ، سنبقى متمسكين بالأمل في غد أفضل لبلادنا ، وسنظل معتصمين بقيم العدل والحق والحرية والكرامة لكل أبنائها ، وسنناضل من أجل تعزيز ذلك كله أو استرداد ما خسرناه ، فمصر تستحق منا أن نجهد لذلك وندفع الثمن .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف