التحرك المصري تجاه المصالحة السورية - السورية ليس جديداً.. فالمتابع للدور المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يجد أن مصر رفعت شعار الحل السياسي للأزمة السورية وراهنت عليه ولم تكن يوما شريكا لمشروعات الدم التي لوثت التراب السوري بالإرهابيين من شتات العالم في كل أرجاء الوطن.. وكانت سببا في تشريد أبنائها في أوروبا..
مصر أول دولة عربية استقبلت أبناء الشعب السوري وهم اليوم يعيشون بيننا مواطنين يقتسمون مع شعبنا العظيم "كسرة الخبز" ويقيمون المشروعات ويستثمرون ولم يضايقهم أحد وهذا هو ديدن مصر العربية منذ فجر التاريخ.
عندما تبدأ المصالحات في القاهرة فهي رسالة لمن يحتضنون الجماعات الإرهابية التي تتغير أسمائها كما يغير الثعبان جلده.. ان مصر التي طالما ناضلت قياداتها عبر التاريخ لوحدة هذه الأمة هي الشقيقة الكبري الحريصة علي استقرار المنطقة.
مصر التي حاول داعمو الجماعات الإرهابية ألا تكون في الصورة عندما بدأت تجربة "جنيف" قبل "استانة" قال الخبراء في الجيوسياسة لا يمكن تجاوز مصر.. وان الباحثين عن دور إقليمي في المنطقة نسوا ان المؤهل لهذا الدور باقتدار هو مصر.. وفشلت كل خطط سلخ مصر من ثوبها الاقليمي ودورها المحوري عربيا واقليميا ودوليا.
والحقيقة الرئيس السيسي وبنظرة ثاقبة كان داعما للشعب السوري منذ توليه مقاليد الحكم وان أهل سوريا أدري بشعبها.. وبحكمة القيادة بدأت المصالحات التي أزعجت داعمي جماعات الإرهاب المسماة داعش والنصرة وأحرار الشام وجند الشام وبيت المقدس والأقصي ومن في طريقهم الذين رفعوا السلاح والاقتتال علي أرض الشام بأموال النفط العربي.
وأظن ان التشكيل الحكومي الأخير في سوريا عندما اختار وزيرا للمصالحات الوطنية علي أساس مد الجسور مع المعارضة كان خطوة مهمة.. ورسالتنا إلي المعارضة السورية بناء سوريا الحديثة لن ينجح بالتشرذم وبالشعارات الفندقية كل مجموعة في بلد تستضيفها فتنفذ أجندة المضيف وليس الأجندة الوطنية وعلي المعارضة ان تتبرأ من مناضلي الفنادق والفضائيات ومنشورات أنقرة والدوحة وباريس وبون وغيرها.. فالمعارض الحقيقي الذي يعيش آلام شعبه علي أرضه وبالحوار وليس بالاستقواء بالخارج أصحاب أجندات تمزيق الشرق الأوسط المقيمين في أنقرة والدوحة والمنبطحين في فضائيات تغيير الهوية والمسخ السياسي.
سوريا اليوم تحتاج لكل رأي حكيم يدعم الحل السلمي لبناء الدولة وكشف مؤامرات التقسيم.. وعندما يأتي نداء المصالحات الوطنية من مصر لانقاذ الوطن سوريا فهذا أعتقد يسعد كل أبناء سوريا فهي دولة الاتحاد في عام 1958 وانتصار أكتوبر معا في حرب .1973
المؤامرة التي تهدد أمننا القومي العربي ليست في سوريا فقط بل بدأت بالعراق وبعدها ليبيا وسوريا واليمن ضمن خطة تقسيم المنطقة بحسب خرائط الـC.I.A إلي دويلات سهل التهامها وتبديد ثرواتنا القومية في حروب داخلية لصالح إسرائيل.
.. وضياع أمل العرب في التنمية والاستقرار في منطقة تمتلك أكثر من 30% من احتياطي ونفط العالم.. وللحديث بقية.