تحولت المؤتمرات الشبابية التي يعقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي كل فترة إلي واحدة من أهم الملتقيات الفكرية والسياسية في الآونة الأخيرة.. واستطاعت هذه المؤتمرات من خلال جلسات الحوار الهادفة والبناءة ان تقلل من حجم الفجوة التي كانت موجودة بين الشباب والمسئولين وكانت جلسة اسأل الرئيس الأكثر اثارة لجرأة الأسئلة المطروحة من الشباب والصراحة الأكبر التي أجاب بها الرئيس.
المهم ضرورة استثمار نتائج المؤتمرات الشبابية وترجمتها علي أرض الواقع بسائر المحافظات لانه للأسف الشديد كثير من مسئولينا ربما لا يطبقون أغلب هذه التوصيات بالرغم من ان الرئيس يكاد لا يمر لقاء واحد إلا ويؤكد فيه ضرورة منح الفرصة الكاملة للشباب وتمكينهم سياسياً وهو أمر قد لا يحتاج إلي قرارات رئاسية بل إلي أفكار من خارج الصندوق.. بمعني ان كل محافظ عليه ان يفكر في كيفية الاستفادة من شباب الإدارة المحلية المعين لديه خاصة من حملة الماجستير والدكتوراه وتعيين أربعة مساعدين لكل محافظ من الشباب وقد طلب الرئيس بذلك رسميا لكننا لم نسمع عن محافظ واحد اتخذ هذا القرار بشكل رسمي وخرج علي الرأي العام ليعلن عن اسماء هؤلاء الشباب المختارين أيضا لم نر محافظا واحداً قرر تعيين مجموعة من الشباب كرؤساء للقري أو نواب مساعدين للمدن ولدينا كفاءات وخبرات شبابية يمكن تدريبها والاستعانة بها لخلق جيل جديد قادر علي القيادة بكفاءة وتحمل المسئولية.. ونفس الحال من وكلاء الوزارات بكل مديرية من المديريات الخدمية لماذا لم يتم تعيين العناصر الشبابية بها وتعيين مساعدين من الشباب لكل وكيل وزارة و...و...و اشياء أخري كثيرة يمكن اتخاذها لتمكين الشباب ودمجهم في صناعة المستقبل انما للاسف الشديد كل المحافظين باستثناء قلة لا تتجاوز اصابع اليد الذي يفكرون بطريقة نمطية بحتة بل ان بعضهم يعمل اصلا بمنطق تسيير الأعمال.. وهذا سر كارثتنا في كثير من المحافظات.
بالمناسبة التجربة التي أعلنها اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية مؤخراً باشراك وحضور مجموعة من الشباب بمختلف قري ومدن المحافظة لحضور جلسات المجلس التنفيذي لتعميق الممارسة الديمقراطية وثقل خبراتهم أمر يستحق التقدير وتجربة ينبغي ان تكون نموذجاً لسائر المحافظات الأخري حتي يصبح شباب كل محافظة علي دراية كاملة بما يتم علي أرضهم.. الاهم في تجربة عشماوي هو عدم تدخل النواب لا من قريب ولا من بعيد في اختيار الشباب.. وبعيداً عن أي انتماءات حزبية حتي لا يتم تسييس التجربة لان الهدف هو اشراك الشباب وليس شيء آخر بل طلب المحافظ من رؤساء المدن اشراك أكبر قدر من الوجوه الشبابية وتغيرهم من جلسة لأخري لمنح الفرصة أمام الجميع للمشاركة حتي يصبح شباب المحافظة شريكاً فيما يدور ويحدث علي أرض محافظته.. فهل يتم تعميم التجربة بكافة المحافظات الأخري أنا لمنتظرون؟!