الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
من توابع مباريات الكأس
من توابع الحديث عن مباراة الكأس النهائية.. وحضور الملوك لهذه المباراة تقليدا لانجلترا التي يحضر مليكها منذ قرنين مضيا هذه المباراة.. آخر مباراة حضرها الملك فاروق كانت عام 1952 قبل قيام الثورة فقد كان الموسم الرياضي ينتهي عادة في شهر مايو.. ولما قامت الثورة ورفض الملك النزول للقاهرة لحضور المباراة النهائية أصر محمد نجيب علي أن يحضر بنفسه ويسلم الكأس بدلا من كبير الأمناء كما كان يحدث أيام الملكية حينما يسافر الملك إلي الخارج أو مرض الملك فؤاد الذي طال بدرجة انه كان يتمني عودة ابنه فاروق من لندن ليكون بجواره خلال أيامه الأخيرة.. ولكن الشاب الصغير فاروق لم يترك اصدقائه في لندن قط.. ولم يسافر إلا مضطرا عندما مات الملك فؤاد وفي خلال مرض فؤاد كان كبير الأمناء هو الذي يسلم الكأس في آخر مباريات الموسم.
ومن الأمور التي يجب ان تحسب لمحمد نجيب انه هو الذي أصر ان يحل محل الملك في مقصورة هذه المباراة بعد أن كان هناك انقساما في الرأي.. كتاب محمد نجيب الذي أتمني أن يتبناه منتج لإخراج مسلسل ناجح للغاية ثم هو حلقة من أهم حلقات تاريخ مصر المعاصر ان لم يكن أهم حلقة.. يجب تسجيلها إعلاميا بالصورة ثم كما قيل رفض محمد نجيب مجرد جلوس كبير الأمناء بجواره علي المقصورة في هذه المباراة.. كانت احدي الخطوات الجريئة من محمد نجيب التي مهدت الطريق لعلي ماهر لكي يقنع فاروق بالتنازل عن العرش.. لقد تأخرنا كثيرا في تكريم رجل يستحق كل التكريم ولابد من نقل جثمانه إلي منطقة الجندي المجهول وقبور السادات أمام المنصة.
***
وهناك حكاية طريفة بمناسبة نفس مباراة ..1953 اقيمت أولمبياد 1948 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 في انجلترا بمناسبة انتصارها الرائع غير المتوقع للديمقراطية ضد ديكتاتورية هتلر.. كان هتلر يملك جيشا يستطيع به أن يهزم العالم كله!! بلا مبالغة.. في وقت قياسي احتل هتلر كل أوروبا.. احتل هتلر كل أوروبا عدا ايطاليا لأن ايطاليا كانت حليفته لأن حاكمها كان الدكتاتور موسوليني.. وعدا اسبانيا لأن حاكمها كان دكتاتورا ايضا فرانكو.. احتل هتلر فرنسا في ساعات قليلة رغم وجود خط ماجينو الذي كان غير قابل لمجرد الاقتراب منه بوسيلة اختراع أرض وجو كهربائي يصعق أي شخص علي بعد اية مسافة قصيرة من الخط.. علماء ألمانيا العظام الذين اختطفتهم أمريكا واخترعوا لها القنابل الذرية والنووية.. علماء ألمانيا ابطلوا مفعول الكهرباء ونسفوا خط ماجينو في دقائق ورفعت فرنسا الراية البيضاء وأعلنوا الاستسلام.
نعود إلي أولمبياد ..1948 كان فريق مصر يضم عبدالكريم صقر ساحر الكرة وكان أخف دم في العالم.. كتب خطابا لأسرته من لندن قال فيه:
- أنا سعيد هنا في لندن.. في حجرتي سريران وشباكان وسجدتان ودولابان.. و... محمدان "محمدان" هو نجم النادي المصري الكبير كان يشاركه نفس الحجرة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف