الأهرام
محمد أمين المصرى
«100 شارع بلفور»
رغم مرور 100 عام على وعد بلفور المشئوم الذى منح اليهود وطنا لهم فى أرض فلسطين، وبعد كل هذه الحروب والانتفاضات والاتفاقيات المنقوصة، لم ييأس الفلسطينيون عن المطالبة بحقوقهم فى أرضهم، ومن بين هذه الحقوق اعتذار بريطانى صريح عما لحق بهم من نكبات على أيدى العصابات الصهيونية وما تلا 1948 من تقسيم جائر للوطن.

لقد أنتج الفلسطينيون فيلما قصيرا مدته 11 دقيقة بعنوان «100 شارع بلفور» يكشف للجمهور البريطانى والأوروبي، تداعيات النكبة، ولاقى الفيلم الذى عرض للمرة الأولى فى لندن تجاوبا كبيرا ونجاحا غير مسبوق. وقال مخرج العمل أنس الكرمى البريطانى من أصل فلسطينى لصحيفة «القدس العربي»، إن الفيلم يجسد دراميا قصة وعد وزير الخارجية البريطانى آرثر بلفور بالنيابة عن حكومته حينذاك، لصالح إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين من دون أى اعتبار لحق الشعب الفلسطينى صاحب الأرض.

تدور الأحداث حول قصة عائلة «جونز» البريطانية التى يطردها الجنود من منزلها بالقوة غربى لندن بهدف إيواء عائلة «سميث» المشردة. وتجبر عائلة جونز على العيش فى الحديقة الخلفية لمنزلها الذى تملكه ضمن كوخ ضيق ومحاصر وتحرم من الطعام والدواء، بينما تتمتع أسرة سميث الدخيلة بكامل المنزل ومحتوياته وتحت حراسة جنود مدججين بالسلاح، وتتزايد الاعتداءات على العائلة المالكة لسلبهم مزيدا من حقوقهم. وتتطور الأحداث حتى تصبح عائلة سميث وكأنها صاحبة البيت الأصلي، فيما يتراجع حال عائلة جونز ماليا واجتماعيا، واضطر لزراعة الخضراوات حتى يطعم أولاده، فى وقت تتمتع عائلة سميث بالخيرات. فيما يحاول الجيران مساعدة سميث من فوق السور وجدار الفصل.

مفارقة العمل، أن من جسد دور «بلفور» اعتذر للفلسطينيين بعد عرض الفيلم عن «الوعد المشئوم»، وقال إنه لم يكن يعرف عن الوعد المشئوم الذى خلف معاناة الشعب الفلسطيني.. وكشف الفيلم بعد عرضه للأسف الشديد، أن الشعب البريطانى مغيب تماما عن الحقائق المفزعة.

لقد نجح فيلم «100 شارع بلفور» فى طرح قضية معاناة العائلة المشردة وتعرضها للاضطهاد، وأن بعضا من القوانين الدولية تفرض وترسم شكلا من أشكال المعاناة على أناس أبرياء كانوا يعيشون بسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف