لو كنت من اصحاب القرار لأبقيت علي الدكتور جابر نصار رئيسا لجامعة القاهرة، الذي رفض ان يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية، لأن حجم انجازاته تؤهله لمواصلة مشواره بثقة واقتدار، بعيدا عن نظام الانتخابات الذي استحدثه القانون الجامعي، ضاربا بالكفاءة عرض الحائط .
{ فهذا الرجل قدم نموذجا «فريدا» في حسن الادارة فانتقل بالجامعة خلال فترة ولايته التي استمرت ٤ سنوات، من جامعة اوشكت علي الافلاس في مايو ٢٠١٣ إلي جامعة حققت الاكتفاء الذاتي بمواردها التي بلغت الآن نحو المليار جنيه الا قليلا.
{ ليس ذلك فقط، وانما استطاع بأسلوب ادارته السهل الممتنع ، ان يحول زواياها الدينية التي كانت تموج بالتعصب والتطرف، إلي مسجد كبير يفتح ابوابه للإسلام الوسطي في اوقات الصلاة فقط، وإلي جانبه عاد المسرح وانتشرت الفرق الفنية داخل الحرم الجامعي حتي تتبلور المواهب و يضيء النور افكار الظلام التي سادت بين الطلاب بفعل الجماعات المتشددة التي استغلت حاجة الطلاب الاقتصادية بالانفاق عليهم سداد مصروفاتهم والتي لم يعد لها مكان الآن بعد ان اصبح كل طالب قادرا علي سداد نفقاته التعليمية من صندوق الجامعة الممول من مساهمات الاساتذة المعارين و رسوم اجازات المرافقين لازواجهم .
{ و فوق هذا و ذاك ، فهو الذي أحيا الفرع الدولي للجامعة بمدينة السادس من اكتوبر و الذي لن يجعلها بحاجة الي تمويل من الدولة فيما بعد .
{ باختصار تحية لجابر نصار الذي تسلم الجامعة تركة مثقلة بالديوان و تركها لمن سيأتي بعده منارة ناجحة بكل المعايير ، لذلك كان يجب علينا ان نقول له قبل انصرافه ( ابق معنا) .