مرسى عطا الله
كل يوم .. هنيئا لهم بأموال قطر!
2 ــ تجار الوهم يتوافدون علي الدوحة تباعا وجميعهم يدرك أن الأمير تميم علي استعداد أن يدفع أي ثمن مهما بدا غاليا لكي يخفف عن القطريين أوجاع وآلام العزلة بعد قرارات المقاطعة العربية لقطر.
المترددون تباعا علي الدوحة وعلي رأسهم أردوغان وممثلو عدد من الدول الأوروبية في مقدمتها ألمانيا وبريطانيا - ثم أمريكا التي دخلت علي خط الأزمة ــ أخيرا لا يملكون حلا لأزمة قطر مع جيرانها ولكنهم يبيعون وهما لا يكلفهم سوي بيانات هزيلة تتحدث عن ضرورة الحوار من أجل حل الأزمة.
والحقيقة أن قطر كان بإمكانها أن توفر أموالها التي صارت مغنما لكل طامع في الاستفادة من استمرار الأزمة لو أنها أدركت أن الخط المستقيم هو أقصر الطريق للوصول إلي نهاية الطريق وأن القبول بالمطالب العربية المشروعة لا يعني هزيمة أو انكسارا وإنما هو يعني شجاعة الاعتراف بكل ما وقع من أخطاء والتي أدت إلي هبوب العواصف السياسية العربية عليها بدلا من استمرار أذرعها الإعلامية بقيادة الجزيرة وتوابعها في اسطنبول في التحريض ومحاولة زرع الفتنة وهي أساليب عفا عليها الزمن ولن تحقق لقطر أي فائدة أو تصنع أثرا حاسما في مسار الأزمة.
إن أزمة قطر الحقيقية في تمسكها بأن تظل الدوحة مركزا لإيواء الجماعات الكارهة والحاقدة رغم ما بينها من تناقضات داخل أوطانها وذلك لأن مستشاري السوء حول الأمير تميم يحولون دون إتاحة أي فرصة للتأمل واستخلاص النتائج من قلب الأزمة.
وأعود إلي تجار الوهم الذين يواصلون طرق أبواب الدوحة من داخل المنطقة وخارجها وكل ما في جعبتهم نصائح للتعبئة النفسية والمعنوية التي قد تصلح في حل المشكلات العاطفية ولكنها أبدا لا تفيد في حل الأزمات السياسية المرتبطة بأمن واستقرار دول أخري.
ولأن التشخيص الصحيح للمرض هو المدخل للعلاج الصحيح ينبغي علي قطر أن تدرك أن المصالحة ستظل أمرا مستحيلا ما بقيت أسباب وجذور الأزمة كامنة ومدفونة في خبايا السياسة القطرية.
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
>>ألم تر للنوائب كيف تسمو.. إلي أهل النوافل والفضول !