جريدة روزاليوسف
أحمد رفعت
مخلفات الإرهابية!
خمسون عامًا تقريبًا والجماعة الإرهابية تتصل بالمصريين بلا أى عائق أو مانع قانونى أو محاذير من أى نوع خصوصًا بعد اختراقهم عددًا من مؤسسات المجتمع التى مكنتهم من ذلك وتحديدًا فى الإعلام والتعليم بينما الأخطر على الاطلاق كان فى هيمنتهم على الاف المساجد والزوايا وفيها التقوا ملايين المصريين بكل فئاتهم وأعمارهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية .. صلوا خلفهم فى الأعياد الدينية واستمعوا منهم لخطب الجمعة ودروس الثلاثاء وحلقات ما بين المغرب والعشاء!
وبين الوزارات والمؤسسات المهمة وبين المساجد استولى الإخوان على عشرات بل مئات والاف الجمعيات الخيرية واستولوا على مجالس إدارات عدد كبير من الأندية ومراكز الشباب وطوال عقد السبعينيات أعادوا إصدار مجلاتهم «الدعوة» و « الاعتصام» و«المختار الإسلامى» وأسسوا عشرات من دور النشر والمكتبات فضلًا عن شرائهم من الباطن لعدد من الصحف!
من خلال هذه الوسائل وهى خطيرة قادت الإرهابية أكبر حملة عرفها الشعب المصرى من أى حزب أو جماعة أو جمعية لم تستهدف فقط نشر أفكارها وإنما نشر وترويج معلومات مغلوطة من شأنها اكتساب الجماعة تعاطفًا من الجماهير بدرجاتهم.. بسطاء وغير بسطاء.. وكذلك نشر وترويج ما يساهم فى التمهيد لأفكارهم..
لم يتوقف الأمر عند حدود حملات لا أول لها ولا آخر عما سمى «محن وشدائد تعرضت لها الجماعة « وأغلبها كاذب وباطل تم تأليفه وصناعته بالكامل داخل الجماعة كما روى يوسف ندا بنفسه وسنذكره بالتفصيل فيما بعد.. بل انطلق ايضا لتسريب « ثقافة» الجماعة الإرهابية للناس.. فحسن البنا شهيد وسيد قطب كذلك وكتابه «فى ظلال القرآن » أفضل وأهم كتب تفاسير القرآن الكريم وطه حسين خارج عن الملة والخلافة أصل من أصول الإسلام وأن هناك مؤامرة دولية على الجماعة حتى إن حسن البنا نفسه قتل بتعليمات من «اليهود والنصارى» لأنه خطر على العالم والتخلص منه كان ضروريًا لإنقاذ الكون من عودة المسلمين لحكم العالم!
قالت الإرهابية للناس لفترة طويلة وقبل خضوعها للواقع إن الأحزاب من صور العلمانية وإن العلمانية كفر فتكون النتيجة ان الاحزاب من مظاهر الكفر وكذلك الاشتراكية والليبرالية بل والقومية والعروبة وكلها ـ كلها ـ أفكار وحركات أسست خصيصا للقضاء على الإسلام بل وربما للقضاء على «الاخوان» والتى قال بعض قياداتهم إنها دعوة «ربانية» أو «موحى بها» كما قالت زينب الغزالى !
روج الإخوان لرؤيتهم هم فى الفقه الإسلامى فكانت دروسهم الفقهية من كتاب واحد وحيد وهو «فقه السيرة» للشيخ السيد سابق والاقتصادية للدكتور « عبد الحميد الغزالى» عن «الاقتصاد الإسلامى « حتى أن الكثيرين يؤمنون ان اقتصادنا ربوى وهو حرام وهو السبب فى معاداة الدولة للجماعة!!
وبذلك اكتملت رؤية الإخوان فى كل المجالات .. ولم يزل الكثيرون فى اذهانهم كل هذه الأفكار حتى لو كانوا هم أنفسهم ضد الجماعة يكرهونها ويعادونها..!
كم من الجهد والوقت نحتاجه لنستخرج كل ذلك من أذهان من تأثروا بها وهم ملايين المصريين ؟
ذاك هو السؤال؟!


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف