الأهرام
فهمى السيد
الحج..والرفث
أيام معدودات هي رحلة الحج المباركة لمن أذن لهم الرحمن زيارة بيته الحرام هذا العام،تلك الرحلة المباركة الميمونة التي يعيشها السعداء كل علم لمن افترض فيهم الحج تلبية لدعوة سيدنا ابراهيم تنفيذا لامر مولاه جل وعلي "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم " صدق الله العظيم. هذه الايام العظيمة التي أقسم بها المولي عز وجل "والفجر وليال عشر" هي افضل الايام في العام لعظمها ولقسم الله بها، ولهذا ومن فرط عظمها قال عنها رب العباد "الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج".
ثلاثة شروط أساسية أخبرنا بها ملك الملوك ورب البيت العتيق لمن كتب له الحج بدأها العلي القدير بنهيه المطلق عن الرفث ولكبر فاعله واثمه بدأ بها المولي عز وجل شروطه لاتمام الحج المقبول، ولسابق علمه سبحانه وتعالي بضعف النفس البشرية أمام الشهوات الجسدية ولمن اصطحب زوجته معه ورغم أنها حلاله ومباح له ذلك طوال العام الا انه منهي عنه في أيام الحج الا للمتمتع بعد أدائه العمرة وتحلله يحل له ايتاء كل شئ حتي النساء ،ولا غرابة في ذلك لان بعض الضعفاء يقعون في ذلك المحور والمنهي عنه ويستجيبون لغواية الشيطان لهم .
لذا علي الحاج الحرص الشديد علي تنفيذ ما أمر الله به باجتناب ما نهي عنه وهناك قصة تدلل علي عظم توجيه الله سبحانه وتعالي بتقديم عدم الرفث كأول شرط من شروط اتمام الحج الصحيح ،منذ ثلاث سنوات تقريبا كان ضمن ضيوف رابطة العالم الاسلامي احد العاملين بوزارة الاوقاف الفلسيطينية وكان ضمن البعثة المسافرة ضمن ضيوف الرابطة ،وزين له الشيطان ايتاء زوجته وهو في عرفات وهو الركن الاهم في الحج لقول رسولنا الكريم الحج عرفة واستجاب لغواية الشيطان وشهوة الجسد وارتكب المحظور وما نهي الله عنه نهيا صريحا وواضحا ورفث أهله في أثناء الوقوف بعرفات في خيمته الخاصة مع زوجته حسبما توفر الرابطة ذلك للمصطحبين لزوجاتهم .
القصة وقعت بالفعل والذي قام بسردها كما حصلت له هو نفسه الذي قام بهذا الفعل المأثوم في أثناء وقوفه بعرفة وبدلامن تفرغه للابتهال الي الله ليغفر ذنوبه حتي يتقبل الله منه ويعود الي بيته وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه فالحج المبرور ليس له ثواب الا الجنة،لكنه وقع فيما أغضب الله منه وبدلا من غفران ذنوبه التي أتي بها ليغفرها الله له إذ به أضاف ذنبا عظيما لايغتفر الي صحيفة ذنوبه، فما أقبح وأسوأ ما عمل وبعد عودته سطر مكتوبا الي الوزير المسئول قاصا عليه ما حدث وطالبا الالتماس بعودته العام التالي ليحج بعد أن أفسد حجه بفعلته وبالفعل عاد العام التالي للحج لكن وامره مازال معلقا بيد الله بقبول حجته الثانية وغفرانه لما ارتكبه في الاولي.
الامر أيها الزملاء ضيوف الرحمن خطير فليس الحج مجرد مناسك تؤدي من طواف وسعي والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات وطواف الافاضة وسعي الحج ،الامر متعلق بتفيذ تعاليم المولي عز وجل ولذا علينا تدبر ايات الحج تدبرا جيدا فحين يقول المولي عز وجل "فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم" ..وعندما يقول سبحانه فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ..وكذلك قوله نعالي "واذكروا الله في ايام معدودات" ..وقوله "وأتموا الحج والعمرة لله" ..."ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"..وكذلك قوله "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب" .
الايات التي أوردها لنا العلي القدير في كتابه عن الحج وأهميته وحكمة فرضه ومشروعيته والغرض منه كثيرة وواضحة وشارحة للناس كافة الخطوات تفصيلا وإخبارا وشرحا ..
لذلك يجب علي المسافرين إلي بيت الله الحرام تلبية لدعوته العظيمة لهم بالذهاب الي بيته أن يذاكروا جيدا ايات الله الكثيرة عن الحج تدبرا وتفسيرا وعملا حتي لا يقعوا في المحظور ولا يجنوا من ذهابهم وإيابهم سوي المشقة والتعب والانفاق ويحصدون الخيبة واندم والخسران،تعليمات العلي القدير واضحة وجلية ليس بها لبس أو غموض ،فاتقوا في أثناء حجكم الشهوات جميعا شهوة الجسد وشهوة التسوق والجدال ..والجدال في الحج منهي عنه أيضا وهو الشرط الثاني الذي بينه الله لنا في كتابه الكريم وهو محور حوارنا المقبل ان شاء الله تعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف