الأهرام
محمد حبيب
لا جديد على القضبان..
صورة بالكربون تتكرر كل حين، الأسباب مختلفة فى مقدمتها الإهمال، ولكنها فى النهاية كارثة مؤلمة وصادمة لحوادث القطارات، التى تروح بسببها ضحايا لا ذنب لهم بين قتيل وجريح بأعداد تدمى القلوب وتدمع لها العيون، وكأنه مسلسل بات لازما أن يعاد مشاهدته بدون إنذار، وإجبارا لعلنا نتعظ ونتعلم من الأخطاء، ولكن المواقف والمصائب المتكررة لا تصلح العقل لغياب العلم.

قلنا جميعا ومازلنا ومن سنوات طويلة، أن مرفق السكك الحديدية يعيش خللا كبيرا ومستمرا فى كل قطاعاته، ويحتاج إلى دراسات علمية واستثمارات وتكنولوجيا حديثة ومفاهيم جديدة لإدارته لتتوقف هذه المهازل، ولكن على من ننادى طالما كل مسئول لديه أجندة خاصة مليئة بكلمات تخرج وقت الأزمة، تؤكد الخطط والبرامج والمخصصات المالية التى تم وسيتم إنفاقها والإنجازات وغيرها.

فى كارثة حريق قطار الصعيد2002، واصطدام قطارين فى قليوب يسيران على نفس الخط 2006، وتعطل أحدهما ليصطدم بالآخر من الخلف 2009، وإطاحة قطار فى أسيوط بحافلة مدرسة 2012، مشاهد ومبررات متشابهة وتصريحات غريبة ووعود وأحلام، ولكن المناظرة المؤسفة تتكرر، وها هى حادثة الجمعة المرعبة بالإسكندرية تصدمنا، والمسئولون يهرولون إلى موقع الحادث، والوزارات تعلن عن التعويضات والمستشفيات التى تستقبل الحالات، وسيارات الإسعاف وبدء التحقيقات.

لا نريد أن نستمر فى أخطائنا المتكررة، الصورة واضحة كالشمس لا علم، ولا تعليم، ولا تدريب، ولا تكنولوجيا حديثة، ولا اختيارات سليمة للقيادات، ولا كفاءات تعمل على إدارة حركة القطارات، وأموال تضيع على الدولة، ولا جديد على القضبان!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف