الأهرام
ماهر مقلد
عقارب الساعة
عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء حكمة يعرفها العالم كله ويتعايش معها في تسيير أمور حياته بما في ذلك الدول المتقدمة والدول غير المتقدمة.

أما في مصر بلد السبعة آلاف عام حضارة وبلد النيل الخالد كثيرا ما تعود عقارب الساعة إلى الوراء في مشاهد مؤلمة تثير الأسى في النفوس وهذا يظهر بجلاء في تكرار حوادث القطارات والمركبات بنفس الطريقة والخطورة دون أن تكون هناك أى دروس قاسية مستفادة مما حدث من قبل نفس التصريحات تخرج وتتحدث عن بدء مهمة تطوير وتحديث وما شابه وسرعان ما ينسى الجميع الموضوع برمته .

حوادث القطارات كارثية ويذهب ضحيتها أعداد كبيرة من الركاب ومع هذا فلا تقل حوادث الطرق عنها وقد تكون شهور هذا الصيف الأسوأ فى تاريخ مصر من حيث عدد ضحايا الطرق لأسباب عديدة من بينها تطوير طريق الساحل الشمالى وجنون السرعة وعدم التزام سائقي سيارات النقل بآداب الطريق.

بعد حادث قطارى الإسكندرية امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليقات والانتقادات وهى أمور طبيعية في مثل هذه المواقف وإن كانت فى حالات كثيرة تجعل من المأساة ملهاة وبالرغم من ذلك لم تكن فى نفس مستوى الحدث الجلل.

ليت الذى لديه رؤية عاصرها فى بلد ما تساعد مصر يطرحها ويترك ما دون ذلك لرجال القضاء واللجان الفنية وليس مطلوبا فى مثل هذه الحالات تعميم الاتهامات بحق سائقى القطارات فهذا هو الظلم بعينه حتى لو تناقل البعض فيديو لمشاهد مرفوضة وترقي للجريمة داخل كابينة قيادة أحد القطارات فهناك المئات يوميا يعملون بشرف وضمير. حيث يبلغ حجم نقل الركاب بالسكك الحديدية ما يقرب من 1.4 مليون راكب يوميا وأسطول عربات نقل الركاب 3500 وهو رقم كبير لكنه لا يبرر بأى حال حدوث خطأبسيط فهناك دول مثل الصين والهند وغيرهما تقل السكك الحديدية فيهما يوميا عشرات الملايين.

ما هو مأمول في مثل هذه الحالات البحث عن معنى جديد للأمل ومحاسبة المخطئ والبناء على الإنجازات والتخلص من السلبيات دون انتقام أو سخرية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف