3 - إذا صحت توقعاتي وصدق حدسي يمكنني أن أقول: إنهم الآن في الدوحة يواجهون شعورا شعبيا غاضبا، ولكنه مكتوم حيث تخيم علي الناس ظلال الهم والقلق مما هو قادم.
ولست أزعم أن الأمور بلغت هناك درجة الذعر والرعب ولكنني أقول : إن الدوحة باتت أشبه بامرأة عجوز يكسو وجهها مساحات واسعة من التجاعيد الممتزجة بعبوس يصعب إخفاؤه مهما استخدمت من مساحيق التجميل!
واستنادا إلي معلومات شبه مؤكدة فإن الهم والقلق يسيطر علي الأسرة الحاكمة ليس فقط خوفا من انفجار شعبي أو انقلاب أبيض داخل القصر، وإنما من احتمالات نقل القاعدة العسكرية الأمريكية في الدوحة إلي مكان آخر وما يعنيه ذلك من نزع كامل لغطاء الحماية الأمريكية.
والحقيقة أن الأزمة الأخيرة مع قطر والتي عبرت عنها قرارات المقاطعة من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين حتي تستجيب لـ 13 مطلبا مشروعا هي بمثابة رسالة صادمة إلي نظام الدوحة بأن قواعد الحساب السياسي في البيت الخليجي قد تغيرت تماما وأن هناك استحقاقات واجبة السداد لا يمكن الفكاك منها وهذا ما كشف عنه الأمير تميم بالقول إن قطر مستعدة للحوار حول هذه المطالب شريطة أن تخلو من صيغة الإملاءات حفاظا علي ماء الوجه. وفي اعتقادي أن الخروج من الأزمة في يد قطر وليس في يد أحد ممن تضيع وقتها في الاستعانة بهم لأن الدول الأربع مازالت منفتحة علي حل سياسي قبل أن تتعقد الأمور نتيجة التدخلات الخارجية التي ترفع اسما رايات السعي للمصالحة بينما هي في حقيقة الأمر مساع لتوسيع الشقاق كسبا للمزيد من المكاسب تحت سيوف الابتزاز التي تخضع لها قطر تحت وطأة الأزمة. ولست أظن أن الدول الأربع تريد من قطر أن تحني رأسها ولكن المطلوب شجاعة الاعتراف بأخطائها والالتزام بعدم تكرار ممارساتها التحريضية باسم انتصارها للحرية التي ضاع منها كل مضمون ومعني في الانتقائية الفجة لأداء قناة الجزيرة.
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
>> لا يصدق الوصف حتي يصدق النظر !