بعيدًا عن الفلسفات المقعرة والمحدبة، آن الأوان لتحويل هيئة السكة الحديد إلى شركة قابضة لإدارة هذا المرفق الاستراتيجى، مثلما تم تحويل مصر للطيران من هيئة إلى شركة قابضة تنبثق منها مجموعة شركات متخصصة يسهل إدارتها ومراقبتها ومحاسبتها.
أتذكر لقاء جمعنى والبرلمانى المخضرم حمدى الطحان الذى كان يرأس لجنة النقل والمواصلات فى مجلس الشعب لعشرات السنين، وكان اللقاء بمناسبة حادث من حوادث القطارات الكبيرة، سألت الرجل: ما هو الحل؟ أجاب دون تفكير وبمنتهى الثقة: لا يوجد حل إلا بتحويل هذه الهيئة المترهلة والعتيقة إلى شركة تدار وفق الأسس العلمية للإدارة بعيدا عن إدارتها التعاونية الجماهيرية السياسية. مرفق السكة الحديد فى مصر هو الثانى فى العالم بعد سكة حديد بريطانيا، وكان من المنطقى والطبيعى أن يكون هذا المرفق فى وضع أفضل كثيرا من أوضاع الكثير من سكك الحديد فى العالم، لكن وحتى لا ننتهى من صب الزيت القديم فى أوان جديدة وينفض السامر إلى محاسبة ومحاكمة عامل المزلقان أو مشرف الصيانة أو ما شابه، علينا أن نتوقف عن الصراخ والعويل وإلقاء الاتهامات وتبادلها فورا. إذا كان تحويل المرفق إلى شركة حرامًا فأفيدونا، وإذا كان عيبًا فأفيدونا، وإذا كان قلة أدب فأفيدونا بعيدا عن دغدغة مشاعر الجماهير والمتاجرة بآلامها وآمالها بكلمات باطل يراد ما هو أبطل منه، إن جاز التعبير.