صفوت عمران
كلام فى سرك .. الشباب .. والرئيس
مع مرور عام علي حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي لابد ان ندرك مجموعة من القواعد حتي يكون حكمنا عليه منصفاً. وتقييمنا لعامه الأول عادلاً. ورؤيتنا لادائه مفيداً له في باقي أيام ولايته خلال الثلاث سنوات القادمة. فالرئيس الذي طلب الحكم عليه بعد عامين. والذي جاء للسلطة في ظل تحديات داخلية وخارجية شديدة التعقيد. يحتاج إلي المصارحة أكثر من المداهنة. يحتاج إلي الصدق أكثر من النفاق والخداع. يحتاج إلي محبي الوطن. أكثر من كدابي الزفة. والاكلين علي جميع الموائد. يحتاج إلي قوة العدل. أكثر من احتياجه لبطش الأمن. يحتاج إلي حرب علي الفقر والفساد بالتوازي مع حربه ضد الإرهاب. يحتاج ان يدرك ان سقف طموحاتنا مرتفع جداً بعد ثورتين خلصونا من نظامين فاسدين وقاتلين.
سيادة الرئيس.. شرفنا في تكتل القوي الثورية الوطنية ان نكون من مؤيدي ترشحك لرئاسة مصر. بل كنا من أوائل المطالبين بذلك. ادراكاً من أنك الاختيار الأصوب. والرجل الأقدر علي تحويل أهداف ثورتنا إلي واقع ملموس. لكن في نفس الوقت لم نقدم لك شيكاً علي بياض. فقد عاهدناك الا نضع أيدينا في أيدي الإخوان. علي الا تضع يدك في يد فلول الحزب الوطني الفاسدين. عاهدناك ان نحترم الدستور والقانون علي ان تعاهدنا علي احترام الحريات وحقوق الإنسان. عاهدناك علي العمل والإنتاج علي ان تعاهدنا علي توفير سكن آدمي. وتعليم جيد. وفرصة عمل مناسبة. وعلاج مجاني. وفرص متساوية في العمل والترقي. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وتقديم أهل الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة والحظوة. والتقاطع مع الواسطة والمحسوبية. والرشوة وكروت التوصية.
سيدي الرئيس رغم ادراكنا أنك الاختيار الأصوب وأننا وفينا بكل ما عاهدناك به. والتزمنا بدعمك ومساندتك في كل المواقف. لكن أداء الدولة والحكومة - وأنت مسئول عنهما - وضعنا في حالة حرج بالغ بين مؤيديك قبل معارضيك.
سيادة الرئيس ندرك حجم النجاحات التي حققتها في عامك الأول بداية من علاقات خارجية متميزة ومتوازنة مع مختلف دول العالم. وتدعيم وتقوية حلف 30 يونيو الذي يضم مصر والسعودية والامارات والكويت والبحرين. واطلق مشروع قناة السويس الجديدة. وعقد المؤتمر الاقتصادي. لكن يبق السؤال هل انتصر كل ذلك للثورة. هل عاد بتأثير ايجابي علي الفقراء الذين يمثلون أكثر من 40% من الشعب المصري. عفواً.. مازال فلول الحزب الوطني يتصدرون أغلب المشاهد ويحتلون مواقع في الدولة بدلاً من محاسبتهم علي فساد 30 عاماً.
سيادة الرئيس.. الشباب مازال يعتقد أن الحكومة مرتعشة. وبلا أي وعي سياسي. ولا تضع الفقراء في حسابتها الا من خلال شعارات لا تثمن ولا تغني من جوع ضرب أغلب البطون نتيجة بطالة لا تعرف الانخفاض. وأسعار مازالت تشهد ارتفاعاً متصاعداً. ومواجهة فساد رجال الأعمال مازال غائباً بل تحولوا إلي مراكز قوة مخيفة بدلاً من ان يكون مكانهم السجون. وملف استعادة أموالنا المنهوبة وأرضنا المسروقة "وهي بالمليارات" لم يجرؤ أحد علي فتحه. والعدالة الاجتماعية غائبة وعدم احترام الحقوق والحريات تحول إلي بركان يغلي تحت دعاوي محاربة الارهاب. لكن عندما ينتهي الإرهاب سينفجر في وجه الجميع. فحق التظاهر السلمي منكل به. وكلمة الحق الناصحة لك والحريصة علي الوطن تتحول إلي اتهام من جانب منافقي كل العصور والذين يحافظون علي فسادهم يرتدون قناع التأييد المطلق وهو في حقيقته ليس لك ولكنه لمصالحهم.