الأخبار
صبرى غنيم
أحسنت يا دكتور عكاشة.. نحن فعلا بعيدون عن التدين
- بكل ثقة وبغير نفاق إعلامي أعلنها العالم المحترم الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة » أن من يقول أننا شعب متدين، فقد جانبه الصواب.. لأننا شعب مقيم للشعائر.. نصلي ونصوم.. نحج ونعتمر بكثرة.. أما التدين فنحن بعيدون عنه كل البعد إلا ما رحم ربي»‬..
- وأنا متفق مع عالمنا الجليل الدكتور عكاشة.. أن التدين هو مكارم الأخلاق، هو العطاء بلا حدود، هو محبة لكل البشر..
- وهنا أقول.. لا يختلف أحد علي أن الصِّلة التي بيننا وبين الله سبحانه وتعالي ليست في الصلاة وحدها.. لأن العبادة هي في التواصل مع الله بذكر الله والصلاة علي رسول الله.. لكن أن نصلي وفِي داخلنا شيطان هذه ليست عبادة، وخاصة عندما يخرج البني آدم من الصلاة ليرتشي.. أو يغتاب.. أو يرمي المحصنات.. هؤلاء هم الضعفاء والضعيف هو من ضعف إيمانه بالله.
- لذلك أقول ما أجمل النفس البشرية عندما تكون وقفتنا بين يدي الله عن نقاء وصفاء، عن ذكر الله.. التدين ليس في إطلاق اللحية أو ارتداء النقاب والحجاب وما أكثر الجرائم التي ترتكب باسم النقاب والحجاب واللحية.. فما أكثر من النصابين والكذابين والافاقين الذين يتسترون وراء اللحية، وما أكثر الفاسدات والعاهرات الخارجات عن طاعة الله يوم أن يستخدمن النقاب والحجاب ستارا في التنقل بين بيوت الشيطان، فتستخدمه الزانية في إخفاء شخصيتها وتستخدمه السارقة في ارتكاب جريمتها.. ومن بين المحجبات من تتحدي الخالق في نعمة الوجه التي أنعم الله عليها بها.. ولكي تشبع رغبتها تقوم بتغيير معالمها.. فيبدو وجهها وكأنه لوحة شيطانية، العيون ترقص فوقها الرموش الصناعية، والشفايف تبدو وهي منفوخة مثل البالونات الحلزونية.. ومش مهم شكل ما يسترها، وقد يكون بزِّي مفضوح لكنه ماشي مع الموضة.. ولا يهم أن تكشف عن تكسيمات الجسد.. ثم تقولون بعد هذا المشهد إنها محجبة.. صحيح أنها تمثل فئة ضالة لكنها مفروضة علي مجتمع المفترض أن يكون متدينا..
- التدين يكون بالأخلاق التي كنّا نعيشها قبل الستينات قبل أن يدخل علينا الغزو »‬الخميني» بحجابه، فقد كنّا قبل الستينات أمة مسلمة.. قلوبنا بالإيمان عامرة.. كنّا ونحن صغار نقف خلف أبائنا وهم يؤمون بنا في الصلاة، وكان الابن أو البنت مهما كانت أعمارهما ينحنين علي يد الأب والأم يقبلونها، وكانت معاملتنا للجار معاملة أهل فكان الجار يفتح أبواب بيته يستقبل المعزيين لجاره عندما تحدث عنده حالة وفاة، وكان الجيران يتسابقون في تقديم صواني الأطعمة للتخفيف عن جارهم.. وكانت البنات في المدارس مثل الفراشات، كان وضعهن يختلف عن الوضع الحالي الذي يحمل العمايم البيضاء حول القبور، ما من مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية إلا الرؤوس فيها مغطاة بالشيلان البيضاء.. نبت طيب لم ير الدنيا، كمموا رؤوسهم مبكرا بالحجاب مع أن أمهاتنا قبل الستينات كان الحجاب هو حجاب النفس وحجاب اللسان وحجاب العقل وليس حجاب الرأس، وكانت الأم المصرية النموذج المشرف في التربية.. لم أسمع واحدة قد سبت مسلمة مثلها أو نهشت في سيرتها.. بسبب الغيرة والحقد.. وهنا أقول رحم الله الزمن الجميل الذي عرفنا فيه قيمة التدين من خلال أهالينا..
- لذلك أقول إن التدين سلوك.. فكونك أن تكتفي بقراءة القرآن وفِي قلبك شيطان، أو تصلي وأنت في نيتك سوء أو تحج دون أن يسامحك خصمك.. أو تعتمر وأن تستدين مصاريف العمرة.. فالمظاهر بإقامة الشعائر ليست دليلاً علي أننا متدينون.
- وهنا أستأذنكم في أن نحيي العالم القدير عمدة أساتذة علم النفس العالم الدكتور أحمد عكاشة وأقول له »‬لقد أفقتنا من غيبوبتنا».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف