الأخبار
خالد ميرى
بداية الحساب
التحقيقات بدأت في حادث قطاري الإسكندرية، وهذه المرة لن تتوقف حتي يتم محاسبة كل مسئول عن الكارثة، والأهم أن الحساب سيكون سريعاً ورادعاً ولن يتوقف قبل ضمان ألا تتكرر الكوارث مرة أخري.
البداية كانت الإطاحة برئيس هيئة السكك الحديدية، وقرارات النيابة بحبس السائقين بتهمة الإهمال الجسيم واستدعاء 10 مسئولين بالهيئة للتحقيق العاجل.
الكارثة الجديدة أعادت للأذهان كوارث القطارات علي مدار ٥٠ عاماً مضت، نصف قرن لم تشهد خلاله السكة الحديد أي تطوير، منذ نكسة ١٩٦٧ توقف قطار تطوير الوسيلة الأهم لنقل المواطنين ولم ينطلق، الرئيس الراحل أنور السادات اشتري ٣٠٠ جرار بعد انتصار أكتوبر وتوقيع إتفاقية السلام، جرارات مازالت هي التي تنقل الملايين يوميا، لكن القضبان والإشارات والبنية الأساسية لم تشهد أي تطوير.
سنوات طويلة مرت دون أن تمتد يد التطوير لأحد أهم وسائل نقل المواطنين، بينما كانت يد الإهمال والتسيب والفساد تضرب جنبات السكة الحديد من كل اتجاه.
وزير النقل الدكتور هشام عرفات يعرف أنه يجب ألا يستسلم للحزن الذي يضربنا جميعاً، علي أمل أن تكون القيادات الجديدة للهيئة قادرة علي مساعدته وتحمل مسئولية هذا المرفق الهام.. والأهم مواصلة العمل ليل نهار لتنفيذ خطط التطوير والتحديث التي تبلغ تكلفتها 43 مليار جنيه.. وتشمل تطوير المزلقانات والقضبان والاشارات الكهربائية، مع الاستعداد لاستلام أول 20 جراراً حديثاً من شركة جنرال موتورز الأمريكية خلال 18 شهراً، والأهم أن الشركة ستتولي إصلاح 81 جراراً اشترتها مصر قبل سنوات ولم تعمل لأن القضبان لا تتحملها.
خطط إصلاح السكة الحديد بدأت قبل عامين، لكنها عملية تستغرق سنوات وتكلفتها باهظة، الحكومة الحالية تدفع ثمن أخطاء نصف قرن من الإهمال والفساد، لكن الوزير عرفات والحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل عازمة علي أن تستكمل عمليات التطوير، هذا عمل مهم لتيسير حياة المواطنين، والأهم الحفاظ علي أرواحهم الغالية.
وحتي تكتمل عملية التطوير، يجب أن تمتلك الوزارة رؤية متكاملة للتعامل مع الوضع الحالي، وألا نكتفي بدعاء الوالدين لإدارة هذا المرفق، عملية تدريب السائقين ومتابعتهم بشكل مستمر والمعاقبة الفورية لكل من يتورط في خطأ ولو كان بسيطاً، الرقابة المستمرة علي عمال المزلقانات والإشارات، وجود غرفة عمليات مركزية تدير الحركة بطول مصر وعرضها علي مدار 24 ساعة يوميا.
لا شيء مستحيلاً إذا توافرت الإرادة، وأنا أعرف أنها متوافرة لدي وزير النقل والحكومة، لكن الأهم المتابعة والرقابة المستمرة، وقطع يد كل مهمل أو مقصر.
أرواح الناس لن تضيع هدراً، لكن المهم الآن ألا يسقط ضحايا جدد علي القضبان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف