الدستور
اللواء حمدى البطران
حوادث القطارات وأحوالها
وقع، يوم الجمعة ١١ أغسطس ٢٠١٧، حادث اصطدام قطارين بالإسكندرية، نتج عنه، حسب التقديرات الأولية، ٣٥ متوفى، و١٠٢ مصاب، وبالطبع قيل إن السبب مزلقان. وصرح محافظ الإسكندرية على الفور بأن السبب هو سيمافور خطأ.
والأمر الواضح والظاهر للعيان هو إهمال جسيم فى إدارة مرفق السكة، كما أعلنت هيئة السكة الحديد، فى بيان رسمى، تشكيل لجنة فنية للتحقيق فى أسباب تصادم قطارى الإسكندرية، وأن الحادث وقع نتيجة اصطدام قطار ركاب رقم ١٣ إكسبريس القاهرة - الإسكندرية، بالعربة الأخيرة بقطار رقم ٥٧١ بورسعيد - الإسكندرية، بالقرب من منطقة خورشيد على مدخل الإسكندرية، لافتة إلى أن الحادث أسفر عن خروج جرار القطار رقم ١٣ من على القضبان، بجانب عربيتين من آخر القطار رقم ٥٧١.
وكشفت مصادر مسئولة بالسكة الحديد عن أن القطار رقم ٥٧١ القادم من بورسعيد كان متوقفًا بالخط الطوالى، بمنطقة خورشيد، على مدخل الإسكندرية، بسبب عطل فنى به أثناء رحلته، قبل أن يأتى القطار الآخر رقم ١٣، القادم من القاهرة، ويصطدم به من الخلف بقوة، ما أدى إلى انقلابه من على شريط السكة الحديد، مرجعة التصادم إلى تجاوز سائق القطار رقم ١٣ السرعة المقررة.
وقالت المصادر إن سائق القطار رقم ١٣ تجاوز السرعة والسيمافورات، التى كانت تسبق القطار رقم ٥٧١، رغم أنه كان مفترضًا التوقف قبل القطار الآخر المتعطل، بما لا يقل عن ٦٠٠ متر على الأقل، وفقًا للائحة التشغيل، إلا أن تجاوز السرعة أدى إلى التصادم وعدم قدرته على التوقف.
وبالطبع تعود مسئولية الحادث الأولى على وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد مجتمعين.
ويعود سوء الإدارة فى السكة الحديد إلى سنوات ماضية كثيرة، وهو مسلسل متكرر بصفة سنوية، ناهيك من أعطال القطارات وتأخيرها، حيث وصلت ذروتها، يوم الخميس ١٠ أغسطس، فى أحد قطارات الصعيد إلى ١٢ ساعة. وتوقفت حركة قطارات الصعيد من الاتجاهين بسبب خروج قطار ركاب رقم ٧٢٨ المتوجه من الوسطى ببنى سويف إلى المنيا، أثناء رحلته فى مطاى بالمنيا.
وقبل ذلك تداول رواد وسائل الاتصال فى السوشيال ميديا فيديو تم تصويره من داخل كابينة قيادة أحد قطارات طنطا بمحافظة الغربية - مصر، وكان مقلعًا من محطة قطارات السكك الحديدية بطنطا، حيث ظهر بالفيديو سائقو القطار، وهم يقومون بتشغيل أغانى المهرجانات، ويرقصون عليها أثناء سير القطار، ويتناوبون على تناول سيجارة من الحشيش، كما هو واضح من الفيديو.
وأكد رئيس تشغيل التجديدات بهيئة السكة الحديد بطنطا، فى موقع اليوم السابع يوم ٢ أغسطس ٢٠١٧، والذى تقدم بالبلاغ فى تعاطى سائقى القطارات مخدر الحشيش، أثناء القيادة - أن هذا الفيديو الخاص بالواقعة كان فى شهر يناير عام ٢٠١٧، وهؤلاء السائقون كانوا يتعاطون المخدرات فى كابينة القطار، مضيفًا: «أنا قلت لهم ده خراب بيوت، وتقدمت ببلاغ بعدما هددونى أنا وزوجتى».
والغريب أن وزير النقل لم يتحرك منذ تاريخ الواقعة، ولم يصدر عن الوزارة أى بيان ينفى الواقعة أو يخبر الناس بأى إجراء تم اتخاذه ضد الذين ظهروا، وهم يدخنون الحشيش فى الفيديو.
قمة الاستهانة بأرواح الناس، وليس أمامنا إلا أن نطالب شرطة السكة الحديد وجهات التفتيش بوزارة النقل، بأن تجرى كشف مخدرات على سائقى القطارات، فى بداية الرحلة وفى نهايتها، حفاظًا على سلامة الركاب، وأن يكون هذا الفحص وجوبيًا، قبل القيام بالرحلة وبعدها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف