لم يكد مداد قلمى يجف عن مقالى الذى نشرته فى هذا المكان الاسبوع الماضى ووجهت فيه بعض الانتقادات لمسئولى هيئة السكة الحديد حول عدد من السلبيات التى لمستها بعد تجربة شخصية على متن القطار رقم 926 .. حتى وقع الحادث المأسوى الناتج عن اصطدام القطارين على خط القاهرة الإسكندرية بمنطقة خورشيد والذى راح ضحيته 43 شخصا وإصابة 133 آخرين !!
ورغم أنه لم يكشف الستار بعد عن الأسباب الدقيقة عن هذا الحادث المروع انتظاراً لفحص الصندوقين الأسودين الموجودين بالقطارين المتصادمين .. إلا أننا نستطيع أن نؤكد أن الإهمال واللامبالاة وعدم وجود رقابة ومتابعة ومحاسبة هى عوامل رئيسية وراء تلك المصيبة الجديدة .. حيث أثبتت المعاينة التى أجرها فريق النيابة العامة لموقع الحادث عن اصطدام القطار القادم من بورسعيد إلى الإسكندرية الذى ظل منتظراً دخول محطة سيدى جابر مدة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة للسماح له بالدخول لطريق الإسكندرية ليفاجأ الجميع بقدوم قطار القاهرة رقم 13 اكسبريس ليصطدم بالقطار المتوقف !!
نعلم سلفا أن حوادث القطارات تقع فى دول كثيرة فى العالم رغم أنها وسيلة الانتقال الأكثر أمناً وسلامة بين وسائل النقل .. ولكننا نزعم أن حوادث قطارات مصر هى الأكثر سذاجة وبشاعة وتخلفاً وإهمالاً .. وغالبا ما يكون العنصر البشرى سبباً مباشراً لهذه الحوادث !!
وإذا كنت قد أشرت فى مقال الاسبوع الماضى عن سلبيات بسيطة ناتجة عن مجاملات ووساطات يقوم بها بعض الموظفين والعاملين فى قطاع السكة الحديد لحجز مقاعد لذويهم ومعارفهم دون دفع قيمة التذكرة ,وإلى تسول البعض لاموال الركاب دون وجه حق متظاهرين أنهم يقدمون خدمات لهم .. فإن مثل هذه الأخطاء الصغيرة ينتج عنها مثل تلك الحوادث المروعة .. لأن الفساد والإهمال واللامبالاة .. جميعها تشكل معاً عائلة واحدة لمنظومة أو - بالأحرى عصابة تسلب المواطنين دماءهم وأرواحهم وممتلكاتهم .. وهو الأمر الذى يجب أن نقاومه ونتصدى له .. ليس فى قطاع السكة الحديد وحده .. ولكن فى جميع هيئات ومؤسسات ومرافق الدولة !!