الجمهورية
مصطفى عمارة
ابتسامة.. لن تغيبپ
حقيقة إن الخير لا يضيع.. وأن صاحب الأيادي البيضاء تظل الناس تذكره بالخير
ويظل الإنسان سيرة طيبة تذكرها الناس وترددها وتلك أهم ثروة يملكها أي إنسان في الدنيا لذلك قالوا: الإنسان سيرة طيبة وذكري حلوة.. هذا الكلام ينطبق تماما علي الاخ والزميل فاروق عبدالعزيز يرحمه الله هذا ما أستطيع ان أقوله وبكل الصدق عنپفاروق عبدالعزيز منذ عرفته علي مدي أكثر من أربعة عقود من الزمان عشناها في بلاط صاحبة الجلالة " الصحافة " التي عشقناها في " الجمهورية " منذ بدايات حياتنا الصحفية.پ
البداية في عام 1977 عندما جاء الي الجمهورية لينضم إلي أسرة تحريرها وليصبح اضافة جميلة وصادف مجيئه وبعد انضمامه إلي قسم الاخبار الذي كان في ازهي أيامه برئاسة العملاق الاستاذ اسماعيل الشافعي يرحمه الله ان اتجهت الحكومة في ذلك الوقت إلي انشاء وزارة للكهرباء والطاقة وتولاها الوزير احمد سلطان وهنا اسند الاستاذ إسماعيل مسئولية تغطية اخبارها إلي الاستاذ فاروق الذي حقق فيهاپنجاحات صحفية غير مسبوقة وفي أغسطس 1978 حدث تغيير وزاري وجاء الدكتور مصطفي خليل رئيساً للوزارة واختار المهندس ماهر أباظة وزيرا للكهرباء والطاقة وشهدت مصر لأول مرة انطلاقه كبيرة في توليد الكهرباء بإنشاء محطات جديدةپفي مختلف انحاء مصر وتأتي في المقدمة محطة كهرباء شبراالخيمة.
وكان فاروق عبد العزيز يحدثنا عن تلك المحطة وغيرها من التي انتشرت في مختلف انحاء " المحروسة " بزهو وفخار وكأنه يتحدث عن شيء يملكه فكان وطنيا محبا لمصر ومخلصا لعمله ومجدا لأدائه واستطاع خلال فترة وجيزة ان يحظي بحب وتقدير كل المسئولين في قطاع الكهرباء والطاقة وعلي رأسهم الوزير ماهر أباظة الذي كان يقدرهپكل التقدير ووصل فاروق من الخبرة والدراسة والاطلاع علي كل جديد في مجال الكهرباء والطاقة ان ماهر اباظة كان يستأنس برأيه.
استطاع المرحوم فاروق عبد العريز بدماثة خلقه الرفيع ورقي تعامله وسلوكه الطيبپوابتسامته الحلوة التي تعبر عن مدي الصدق والاخلاص ان يحظي باحترام وحب الجميع سواء في " الجمهورية " أو في وزارة الكهرباء والطاقة وخلال فترة وجيزةپكان المحرر الاول للكهرباء والطاقة علي مستوي الصحافة المصرية.. تلك ايام لاتنسي ايام البدايات والكفاح وتحقيق النجاح الذي كان له مذاق خاص .. كنا جيلاً يتنافس علي الاجادة ولا يتصارع.. جيل يتحاب ولا يتنافر.. كنا نسعد ونعتز ونفخر بتميزپزميل وكان فاروق مصدر فخر لنا نحن المحررين في " الجمهورية " بما حققه منپنجاح.پ
وعندما تولي رئاسة قسم الاخبار بعد رحيل استاذنا وصاحب الايادي البيضاء والأب بالفعل اسماعيل الشافعي استطاع فاروق أن يكون امتدادا جميلا وان يكون لمن في جيله اخا وزميلا.. واخا اكبر لجيل الوسط وأبا للشباب من الجيل الأصغر واستطاع ان يحافظ علي روح الاسرة والعمل بروح الفريق الذي كان يتميز به قسم الاخبار.. وظل فاروق صاحب الروح الحلوة والبال الطويل والنفس الهادي يستوعب ويهدي وينصح ويرشد حتي واصل القسم نجاحه باعتباره القسم الرئيسي في " الجمهورية " وفي كل الصحف وظل سندا لكل من يلجأ اليه ومدافعا عن حقوق زملائه ومقدما لـ " الجمهورية " نجوما سطعت في عالم الصحافة.پ
ظل فاروق عبدالعزيز متحملا المسئولية بل مسئوليات متعددة محققا لنجاحات في كل ما اسند اليه .. لم يتنصل من مسئولية ولا من خطأ قد يقع فيه احد الزملاء .. ومدافعا عن حقوق زملائه.. اكتسب حب الجميع بِما زرع من حب ومن خير .. الصدر الحنونپلكل من بحتاج إليه.. حلالا للمشاكل ومتصديا لها.
العزيز فاروق عبدالعزيز سيظل علامة جميلة ونقطة ضوء انارت الطريق للكثيرين من الزملاء ونموذجا للتفاني والاخلاص في العمل .. وقدوة في الالتزام بالمهنية واخلاقيات المهنة وبما قدمه من نصح وتوجيه للزملاء.. لم يبخل بنصيحة ابدا بل كان يسعي دوما.
ليقدم نصيحة أو حل مشكلة.. سيظل بابتسامته وطول باله علامة من علامات "الجمهورية " بل والصحافة المصرية باعتباره شيخ صحافة الكهرباء والطاقة.. سيظل فاروق عبدالعزيز بابتسامته آلتي لا تغيب ابدا عن وجهه حتي في احلك الظروف بيننا .. وستظل ابتسامته حاضرة ولن تغيب ابدا حتي نلقاه علي خير ان شاءالله رحم الله فقيدنا الغالي وجعل ما قدمه من خير في ميزان حسناته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف