الوفد
صبرى حافظ
الوزير يتأخر عن موعده.!
كان لي شرف حضور الاحتفالية التي أقامها اتحاد الطائرة للإعلان عن افتتاح بطولة العالم التي تستضيفها مصر في المدة من 18 وحتى 25 أغسطس الجاري، وكان من المدعوين والذي سيقود حفل الاحتفالية المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة وسفراء الدول الأوربية والصين وزوجاتهم المشاركين في البطولة التي تستضيفها مصر ليتعرف الجميع على ترتيبات مصر الخاصة بالبطولة والتي سيتم نقلها لعدد كبير من دول العالم.
كان موعد الاحتفالية في الثامنة مساء وحضرنا والزملاء الإعلاميون قبل الموعد بساعة كاملة تحسبا لأى ظروف وانتظرنا وصول السيد وزير الشباب والرياضة من السابعة حتى العاشرة والنصف والوزير لم يصل.!
الموقف بالنسبة للمصريين يبدو عاديا ..فنحن اعتدنا على«التأخير» في كل شيء حتى لو تسبب التأخير في سقوط قطارات أو طائرات ووقوع ضحايا ولنا مبرراتنا حتى أصبح التأخير في كل شيء عقيدة نؤمن بها أكثر من أن نكفرها..!!
ظهرت الحيرة على وجوه البعض من الحضور بسبب تأخر بدء فعاليات الاحتفالية وكان أكثرهم حيرة ودهشة السفراء وزوجاتهم وأولادهم ولأنهم اعتادوا على عدم إضاعة الوقت فقد استغلوا تأخر وصول الوزير في أخذ صور للذكرى الأليمة بعد جلوس ممل لمدة تزيد على الساعتين ونصف الساعة والبعض منهم حاول قتل الوقت في قراءة بعض المتعلقات الخاصة بالبطولة أو التسامر مع زملائه من المصريين.!
فجأة وصل الوزير- والرجل للأمانة دمث الخلق وتخجل أن تنتقده أو حتى تلومه وبصدق الرجل تأسف كثيرا لتأخره وأرجع سبب التأخير لأنه كان في مقابلة تليفزيونية..!!
صحيح المقابلة كانت لطرح قضية مهمة خاصة بقانون الرياضة الذي يشغل الرأي العالم الرياضى في مصر لكن كان من المفترض في مناسبة بهذا الحجم وبحضور أجانب نضع أمامهم صورة جيدة عن مصر المتحضرة وكيف أنها تحترم الآخرين.. أن يتم تأجيل هذه المقابلة ليوم آخر أو اعتذار الوزير عن الحضور وإنابة نائبه أو مستشاره الإعلامي في الحضور مثلا.! فالاعتذار مثل من يتسبب في سقوط قطار ثم يعتذر .!
وكانت المفاجأة أن الوزير في كلمته تحاكى عن مصر وعظمتها وأن البطولة لها مردودها الإيجابي وألمح لبعد نظر وعمق في تفكيره كرجل مفكر وله رؤية ثاقبة حين قال من المؤكد أن المشاركين في البطولة سيقودون الحركة الرياضية في بلادهم وعلينا كمصريين أن نعطى لهم انطباعا جيدا عن مصر لتظل ذكراهم جيده عن مصر وأكثر ارتباطا بها.. وتناسى الوزير أن تأخره كان أكبر من انطباع وتجميل كلماته للموقف.
وكان لي صديق حكيم رحمه الله يقول لي دائما « يا صديقي إذا وجدت إنسانا يحترم موعده فاعلم أنه مستقيم.. أساله كيف؟ يقول من يحترم موعده بداخله حافز داخلي ورادار يوجهه للإتقان في عمله واحترام الآخر والوفاء بالعهد وكل ما فيه صالح البشرية ونادرا ما تجد من يخرج عن هذه القاعدة..
تابع الحضور الأجانب فيلما بعد كلمة الوزير عن حضارة مصر وارتسمت ابتسامة هادئة على وجوههم..لم أعرف أكانت إعجابا بحضارة المصريين القدماء أم سخرية بحضارة الجدد..!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف