الوفد
علاء عريبى
الحضن الإفريقي
من زمان قوى، أظن منذ قبل ثورة 30 يوليو، ونحن نعلم جيدا أن مصر تقع فى قارة إفريقيا، وقيل لنا إن عدد بلدان القارة 58 دولة، وعدد سكانها حوالى 12% من سكان العالم، بينها 22 دولة عربية، وكنا نسمعهم يرددون أن إفريقيا تعد سوقا كبيرا لمصر والعالم أجمع، وأن مصر يجب أن تعود مرة أخرى إلى الحضن الإفريقى، وتعيد العلاقات وتفتح الأسواق، وتعقد الاتفاقيات العسكرية والتجارية والثقافية، وذلك بعد أن ابتعدت بسبب حادث محاولة اغتيال الرئيس مبارك عام 1995.
بعد ثورة يناير عقد الرئيس محمد مرسى اجتماعا فى قصر الاتحادية، حضره العشرات من النخب والرموز السياسية، وناقشوا على الهواء مباشرة، كيفية التعامل مع سد النهضة، هل بإعلان الحرب على أثيوبيا أم بضرب السد فقط؟، شاهد الاجتماع العالم أجمع، وأعلنت أثيوبيا حالة الطوارئ، وتضامن معها أغلب قيادات دول القارة.
فى شهر مارس قبل الماضى استضافت مصر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، 27 دولة عربية وإفريقية، وتم خلال الاجتماع الاتفاق على 17 بندا، كان أهمها تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب الإقليمى لدول التجمع مقره مصر، وتسيير دوريات على المناطق الحدودية لدول التجمع التى تشهد اضطرابات، من أجل مكافحة الإرهاب وضبط الحدود ومنع الجرائم، وإنشاء آلية لتجنب وإدارة وتسوية النزاعات.
وقبل شهور دعونا الحكومة إلى التفكير فى إقامة قواعد عسكرية مصرية فى بعض البلدان الخليجية والإفريقية، واقترحنا بعض البلدان التى يمكن من خلالها حماية مصالح مصر والمنطقة بشكل عام، مثل أرتيريا، وكينيا، وإقامة قاعدة فى جيبوتى أو اليمن لوقوعهما على رأس باب المندب، وفى ليبيا، وجنوب السودان أو تشاد، وفى الصومال ومالى، وبعض البلدان المحيطة لدول منابع النيل.
وتناولنا أيضا العلاقات التجارية وقلنا إن دول الخليج أقامت مشروعات حيوانية وزراعية فى بعض البلدان الإفريقية، وأقامت المزارع التى تسد احتياجات شعوبها من اللحوم والخضراوات والفاكهة، وقد بلغت جملة مساحة الأراضى التى تستزرعها فى السودان فقط حوالى 3 ملايين فدان فى ولايات: نهر النيل، والخرطوم، والجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض، وكردفان، وينتظر زيادة هذه المساحة خلال السنوات القادمة، حيث تقوم دول الخليج بزراعة بعض المحاصيل التى تحتاجها، وأخرى يتم تصديرها إلى أوربا، كما تقوم بتربية آلاف من رؤوس الماشية لسد احتياجات شعوبها من اللحوم.
السؤال: ماذا فعلت مصر؟، هل عقدت اتفاقيات تجارية وعسكرية وثقافية؟، هل عقدنا اتفاقيات عسكرية؟، هل أقمنا قواعد فى بعضها؟، هل ساهمنا فى فض النزاعات بين بعض البلدان؟، هل شاركنا بعضها فى محاربة الإرهاب بالمعلومات أو الفنيات أو الأسلحة؟، ما هى جملة التعاقدات التجارية فيها؟.
كل ما نعرفه أن جملة التبادل التجارى بين مصر وبعض البلدان الإفريقية حوالى 73 مليون دولار فقط، هل هذا هو السوق الإفريقى الواعد؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف