الوفد
عباس الطرابيلى
هدوء المعمورة.. أم صخب الساحل؟
مصايف عديدة، ومنتجعات، زرتها في كل قارات العالم، من غرب استراليا إلي جنوب آسيا- حتي بالي في أندونيسيا- ثم مصايف علي البحر الأسود والبحر المتوسط من جزر اليونان وكريت ورودس.. إلي تونس وبالذات جربة وسوسة.. إلي المغرب حتي أغادير.. ولكنني لم أجد أفضل من معشوقتي- المعمورة الشاطئ- بل انني أفضلها أكثر مما أراه في القري السياحية علي امتداد الساحل الشمالي الغربي حتي ما بعد مطروح.
ولكن المعمورة- تأتي- عندي في المقدمة.. لماذا؟! ربما الهدوء الهادي هو سر جمالها.. وربما كثرة الخضرة والحدائق والعناية بها.. وربما نظافة شوارعها اللافتة للأنظار.. وربما لشدة انتظام جمع القمامة مرتين في اليوم، وأحياناً ثلاث مرات.. وربما لأنني لم أجد فيها هذا العام ناموسة واحدة، أو ذبابة اخترقت الحصار الذي يحمي المعمورة من غزوات الذباب، الذي يكثر في كل قري الساحل الشمالي بلا استثناء.. وربما لأنها تمتلك نظاماً للصرف الصحي يمنع انفجار مياه الصرف لتغرق الشوارع.. وفي هذا نجد سيارات مقاومة طفح المجاري جاهزة.. حتي في عز أو ذروة الموسم الصيفي، في شهر أغسطس بالذات.
<< ولكنني أري كل ذلك عملياً، وقل أن نجد مثله في أي مصيف آخر.. ولكن ما يشدني للمعمورة- مع كل ذلك- هو الهدوء اللافت للنظر.. وهو عكس الصخب الذي تجده في كل قري الساحل الشمالي الذي هو ما يلفت الأنظار هناك.. كأن البعض يهوي الصخب!! ورغم انني أقيم في شقتي بشارع النصر- وهو الشارع والمدخل الرئيسي لكل المعمورة- إلا أن ما يشدني هذا العام الأكثر هو غياب السيارات التي كانت تقلق الناس حتي الفجر.. وكذلك الموتوسيكلات المزعجة بالشكمانات الرهيبة.. كل هذه وتلك اختفت.. وتلك من نعم الإدارة الحالية للدكتور مصطفي الصياد، رئيس شركة المعمورة، الذي ذكرني بأحد المؤسسين الأول للمعمورة، المهندس عفت عطا الله.
<< واللافت للنظر هو انتظام حملات سيارات رش المبيدات المقاومة والطاردة للناموس والذباب، وكيف تنطلق بمجرد غروب الشمس لتقضي علي أي تجمعات، ليس فقط داخل المعمورة الشاطئ، ولكن أيضاً خارج المعمورة كلها، أي للقضاء علي أي مناطق للتواعد والتجمع وهذا هو أساس المقاومة الذي نحلم به، في أي مدينة أخري.
والمعمورة الشاطئ تطور نفسها باستمرار ليس فقط في منطقة الشاطئ والممشي شديد الروعة.. ولكن في مشروعاتها لإنشاء العديد من كل جديد، يضيف مزيداً من الأسواق والخدمات العصرية وليس التقليدية.
<< وكل هذا يؤكد قناعتنا بأن مشاكل مصر تتركز في غياب الإدارة السليمة.. واسعة الخيال القادر علي خلق المزيد من الجمال.. ورغم أنني في المعمورة منذ أيام إلا أنني لم أحس ولو للحظة واحدة بأي نقص في الخدمات.. سواء في مياه الشرب.. أو الكهرباء.. بينما مصايف عديدة تعاني من الكهرباء.. ولا تصل إليها مياه الشرب إلا ساعتين، أو ثلاثا كل يوم.
<< وأكاد أقول ان شباب مصر- قبل شيوخها- يفضلون هدوء المعمورة عن صخب وضوضاء الساحل الشمالي، حتي وأن البعض يفضل الصخب.
والله عمار يا معمورة حتي وإن زادت رسوم دخول الشاطئ فالايراد يوفر التمويل الضروري لعمليات التجميل والنظافة والتحديث.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف