الجمهورية
محمد عبد الجليل
من وراء النظارة .. الإسلاموفوبيا.. والأزهر
انتشر مصطلح الإسلاموفوبيا بشكل كبير في الغرب وأمريكا عقب هجمات 11 سبتمبر الشهيرة.. وهذا المصطلح كما هو واضح مكون من شقين: الإسلام وهي كلمة معروفة الدلالة والمعني. وفوبيا وهي تعني الخوف أو الرهاب غير العقلاني المرضي من شيء يتجاوز خطره الفعلي المفترض.. ويعد الباحثون "الإسلاموفوبيا" شكلاً من أشكال العنصرية. وتنامي هذه الظاهرة يمثل تهديداً للمجتمع الأوروبي. ويؤدي إلي صدام مروع بين الغرب والمسلمين.
ويرجع الباحثون ظهور هذا الاتجاه العنصري في الغرب نحو المسلمين إلي عدد من الأسباب لعل أبرزها الجهل بالإسلام والخلط بين الدين الإسلامي وواقع المسلمين وتبني صورة نمطية سلبية للمسلمين وسوء تطبيق البعض للإسلام من الجماعات والدور الإعلامي اللا حيادي.. ورأوا أن السبيل هو مضاعفة الجهود لتعريف الناس بديننا والحوار والانفتاح والتواصل مع الغرب بجميع مؤسساته الرسمية والمدنية.
هذا السبيل هو الدور المنوط بمؤسسة الأزهر الشريف.. وهي المؤسسة الدينية الإسلامية الكبري علي مستوي العالم وتتمتع بسمعة طيبة واحترام كبيرين وتعد رمزاً لوسطية الإسلام.. ولأن انتشار وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا يتجرع مرارتها ملايين المسلمين في كل بقاع الأرض.. وما الدماء التي تراق في بورما والصين وحوادث دهس مسلمين في بريطانيا وأمريكا مؤخراً إلا دليل علي أن الأمر جد خطير ويحتاج إلي جهود كبيرة لن يستطيع القيام بها إلا الأزهر الشريف.
وعلي جميع الدول الإسلامية أن تضع خطة واسعة ومكثفة تعتمد علي المبادرة علي التواصل مع المجتمعات الغربية التي شكل الإعلام الصهيوني قطاعات كبيرة منها.. هذه الخطة يجب أن يتم توفير الاعتمادات المالية المناسبة.. وهي بالمناسبة اعتمادات ضخمة لن تستطيع دولة واحدة أو اثنتان تحملها.. ومؤسسة الأزهر تمتلك من الكوادر البشرية ما يؤهلها لهذه المهمة الواجبة علي المسلمين.. ويتبقي فقط التمويل.
والتأخير في تحرك الأزهر يعني أن الأمر يصبح أكثر صعوبة والعواقب ستكون وخيمة. لأن ما يتعرض له المسلمون من تمييز وعنصرية في عدد ليس بالقليل من بقاع العالم قد يفرز اتجاهات بالغة التطرف يزيد الطين بلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف