الجمهورية
مرعي يونس
أضواء كاشفة .. هيبة أمريكا!
هيبة أمريكا تتراجع وصورتها تهتز والسبب سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب ومعاونيه. هذه السياسات دفعت الخارج إلي تحدي امريكا وشجعت القوميين المتطرفين البيض الموالين لترامب علي ارتكاب جرائم آخرها حادث الدهس الذي وقع في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.
في اوائل اغسطس الحالي وقع ترامب علي قانون بفرض عقوبات علي ايران بسبب برنامجها الصاروخي فردت طهران بالمزيد من التحدي وبعد ايام قليلة من توقيع القانون اقر البرلمان الايراني مشروع قانون بزيادة المخصصات المالية لبرنامج الصواريخ الباليستية بنحو 260 مليون دولار ودعم فيلق القدس الذي يمثل ذراع ايران في المنطقة بمبلغ مماثل ووصفت هذا القانون بأنه رد علي ما سمته الارهاب الامريكي.
لم يكن هذا هو الرد الايراني الوحيد فقد قامت ميليشيات شيعية بالعراق سواء بإيحاء من ايران او من تلقاء نفسها بمهاجمة قاعدة امريكية فقتلت جنديين امريكيين واصابت خمسة. بعد ذلك جاء الصوت الايراني القوي من بيروت حينما اعلن السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله تحديه لإسرائيل من جديد وعدم جدوي اي عقوبات تفرضها امريكا علي المقاومة. والسيد نصر الله هو الزعيم العربي الوحيد الذي ترصد وسائل الاعلام الاسرائيلية كل حركاته وسكناته فخطاباته تحظي بتغطية شاملة وكلماته تخضع للتحليل "تحليل مضمون" كلمة كلمة فإذا وضع يده علي لحيته اثناء الخطاب فهذه حركات لها معني. كذلك اذا رفع نبرة صوته او اذا نظر او حملق.. والامر الغريب ان السيد نصر الله بأت عند الاسرائيليين العاديين محط اعجاب. ويبدو ان قول الشاعر العربي: "ان انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا" انه قول صحيح وحكمة سديدة في الحياة.
التحدي الاكبر الذي تواجهه امريكا يأتي من كوريا الشمالية وهي من حيث الحجم والسكان دولة صغيرة تعدادها لايزيد علي 22 مليون نسمة لكنها دولة مدججة بكل انواع الاسلحة التقليدية والكيماوية والبيولوجية والنووية وتختبر صواريخ عابرة للقارات وهذا امر يزعج امريكا ويبدو لي ان نزاع امريكا مع كوريا الشمالية ينطوي علي رسائل توجهها للصين فهي تستعرض علي بيونج يانج علي طريقة "اياك اعني واسمعي يا جارة" فالصين اصبحت مصنع العالم وتتجه إلي أن تصبح الاقتصاد الاول في العالم وتتمدد بقواعد في الخارج لحماية مصالحها المتنامية وتبسط نفوذها بطريقة ناعمة عكس امريكا لكن رغم كل هذه الجعجعة فإن ترامب لايستطيع عمل شيء لان كوريا الشمالية والصين ليستا من دول الشرق الاوسط ولا تستطيع امريكا مهما كانت قوتها وقف عجلة التاريخ فالايام دول والقوة الآن تتجه صوب الصين وآسيا.
وبينما كان ترامب منهمكا في حرب كلامية مع رئيس كوريا الشمالية الملقب بالولد البدين في الصحافة الامريكية اذا بأمريكا تنفجر من الداخل لتثبت ان امريكا مهددة من الداخل اكثر مما هي مهددة من الخارج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف