الأهرام
هانى عسل
موسم «شيطنة» مصر!
واضح أن موسم «شيطنة» مصر بدأ مبكرا!

وجوه كريهة، وكريهة جدا، عادت إلى المشهد بعد طول غياب!

تحالف محسوس، ومتوقع، ومعلن، بين «الجماعة» و«الثورجية» و«التنابلة» و«الفساد» و«الإهمال» وأصحاب المصالح وأصحاب البطون و«الكروش» و«ذباب» السوشيال ميديا الذي لا يعجبه أي شيء!

سياسيون واقتصاديون فاشلون سابقا، وأبطال من ورق، وأنصاف متعلمين وأرباع موهوبين و«شبه» خبراء و«شبه» محللي يرددون الرأي وعكسه في يوم واحد، ويتحدثون بثقة مطلقة عن الدولة، والاقتصاد، والحكم، والحوكمة، والقيادة، والزعامة، وكأنهم يملكون عصا موسى لحل مشكلات مصر، رغم أن الواحد منهم لا يقدر على إدارة شئون صالة وسفرة في منزله «بالكتير»، ولكنه مع ذلك يرى نفسه «٣٠ عتريس في بعض»!

موظفون فاسدون ومهملون يتعمدون التقصير والإتيان بأسوأ التصرفات والسلوكيات لزيادة تأليب المواطنين على بلدهم، ولتوصيل فكرة أن «مافيش حكومة .. أنا الحكومة»، وأيضا لتطفيش السياحة والاستثمار لأطول فترة ممكنة، نفس هدف الإرهاب.

قاموس شتائم وسباب ونكات ومفردات و«كوميكس» وفيديوهات جديدة من نوعها و«ملعوبة» و«كوول» وارد قطر وتركيا وإنتاج ومونتاج وتوزيع الخلايا النشطة داخل مؤسسات الدولة نفسها لتقويض الدولة والمؤسسات معا، عبر نشر أكبر قدر ممكن من الشائعات، والعشرات من تقارير و«بوستات» الفذلكة وجلد الذات، واجتزاء تصريحات الرئيس والمسئولين، دون أي رقابة أمنية أو مجتمعية، ودون أي حساب!

تدوينات بالآلاف، صوت وصورة، معظمها «مختلق»، عن اختطاف أطفال، وتحرش بنساء، واعتداء أمناء شرطة على مواطنين، وسيارات ومحلات تسرق بالإكراه، ولحوم حمير تباع في المطاعم، وباعة جائلون تصادر بضائعهم «يا حرام»، لترسيخ فكرة سيادة الفوضى ودولة الظلم، و«ربنا على الظالم»، و«حسبنا الله ونعم الوكيل».

إنجازات ملموسة وحقيقية على أرض الواضع يتم إخفاؤها وطمسها و«الطرمخة» عليها مع سبق الإصرار والترصد، وحوادث صغيرة يجرى تضخيمها، وحوادث كبيرة تتحول بقدرة قادر إلى كوارث وطنية وكأنها الأولى من نوعها في التاريخ، أو وكأنها القنبلة النووية!

حديث المؤامرة مرفوض، وحجة للبقاء في الحكم، وكأننا لا نرى ولا نسمع، وكأنه لا يوجد من حولنا لا «ربيع» ولا «داعش» ولا دول سقطت!

نغمة الكبار والصغار، والفقراء والأغنياء، والبهوات والغلابة، ستتكرر، وستصبح شعار المرحلة المقبلة، وسنسمعها مع كل خبر وكل أزمة وكل حادث، لقلب المجتمع رأسا على عقب.

الفرح ممنوع والتفاؤل حرام، فمؤتمرات الشباب «بذخ»، ومخترعاتهم «تمثيليات»، والاحتياطي النقدي «كله قروض»، والعاصمة الإدارية «بعزقة»، ومفاعل الضبعة «فشخرة»، وتطوير التعليم «مغامرة فاشلة»، ومشروعات الطرق والكباري «مش كنا جبنا بيهم تموين أحسن»، عقلية المواطن الذي يفكر بـ «كرشه»، مواطن تمت صناعته وتهيئته ليكون كذلك على مدى أكثر من نصف قرن!

نكت رخيصة على أنشط وزراء مصر!

دعاية الوليد بن طلال المجانية لشرم الشيخ لا تعنينا، رحلة كورتني كارديشيان للساحل الشمالي «ليست خبرا»، زيارة مطرب «ديسباسيتو» لمصر «يا راجل خلينا في اللي احنا فيه»، مع مواويل «غشونا»، «خدعونا»، و«الغلابة»، «البلد خربت»، «وسنتين ما عملوش حاجة»، و«عاوز أطفش»، و«تحيا ماسر»، أي كلام في أي كلام، والهدف الوصول للنتيجة المطلوبة، وهي «شيطنة» مصر، و«كهربة» الدولة، و«عفرتة» الداخل، و«تزهيق» المصريين من الرئيس، و«تزهيق» الرئيس من المصريين، وضرب مؤسسات الدولة في بعضها البعض، والوصول بالمواطنين إلى أقصى درجات الاكتئاب والغضب والإحباط قبل موسم الانتخابات الرئاسية المقبلة.

سنسمع دائما مع أي غلطة أو أزمة عبارات مثل «الوزير يرحل»، و«المحافظ يمشي»، وربما رئيس الوزراء أيضا، حتى نصل إلى الرئيس نفسه، والحجة التقليدية ستكون مقولة عمر بن الخطاب «والله لو عثرت دابة ... إلخ»، التي يتم الترويج لها حاليا، ولكننا نسينا أننا لسنا كرعية عمر، فلسنا مثلهم دينا ولا خلقا ولا احتراما ولا ضميرا ولا إخلاصا ولا وعيا، والأهم من ذلك أنه ليس من بين مرشحي الرئاسة المحتملين أي «عمر»، ولا حتى «عُشر» عمر!

فارحمونا يرحمكم الله، واسندوا الأمر إلى أهله، وكفانا تجارب و«لعب عيال»، ولنتحمل جميعا مشاق هذا «الموسم»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف