الأهرام
اسماء الحسينى
وداعاعبد الحسين عبدالرضا
فقد الفن العربى فارسا من فرسانه، كانت له صولات وجولات، إنه عبدالحسين عبدالرضا ذلك الفنان الكويتى الشامل بالمعنى الحقيقى، اجتمعت حوله أفئدة الكويتيين وغير الكويتيين، بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم. ورث هذا الفنان من أبيه البحار الذى خاض أمواج الخليج الشجاعة والإقدام، فخاض أمواج الفن والسياسة العاتية فى العالم العربى، وعلى وجه أخص الخليج العربى الذى كان يخطو نحو الحداثة، وكان عبدالحسين فارسا أصيلا طرق موضوعات ابتعد عنها كثيرون فى الخليج، ولم يأبه الراحل المبدع بغضب حراس البوابات، وامتطى عباب الدراما وأخرج اللؤلؤ الذى اعتاد أجداده وآباؤه أن يخرجونه من أعماق مياه الخليج، وغاص عميقا فى طبقات مجتمعه الخليجى والعربى ليبهرنا بتلك الدرر التى أمتعنا بها مثل درب الزلق وباى باى عرب وباى باى لندن وغيرها. وكان عبدالحسين فنانا عروبيا بإبداعاته الدرامية وأيضا بسلوكه الحياتى، حيث تطوع وانضم فى شبابه إلى صفوف المقاتلين والمدافعين عن أرض الكنانة فى أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956. وفى الحقيقة إن فن وإبداع عبدالحسين عبد الرضا لم يكن سوى نتاج طبيعي لمجتمع كويتى تمكن فى لحظة عبقرية من استيعاب كل المواهب العربية، ولا نستطيع أن نذكر عبدالحسين دون أن نذكر تلك البوتقة الكويتية الفاخرة التى انصهرت فيها مواهب وعقول مصرية وعربية فى كل المجالات.

لم يهادن عبدالحسين فى أفكاره الإصلاحية، وحاول بشجاعة منقطعة النظير التصدى لأمراض السياسة والمجتمع التى تنخر فى الجسد العربى ، وهذا المقال ليس رثاء، لأن أمثال عبدالحسين لايموتون، وستبقى أعماله وأفكاره وأحلامه فى أوطان عربية أفضل حية لاتموت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف