الوفد
ابراهيم القرضاوى
محمد نجيب وشبكية الشوبكى! (1-2)
فى عموده «معاً» كتب د. عمرو الشوبكى تحت عنوان (محمد نجيب) بالمصرى اليوم فى 25/7/2017 فقرة لا أعرف كيف رآها أو ارتآها على هذا النحو، هاكم نصها: (والحقيقة أن المرحوم محمد نجيب الذى تعرض لظلم لسنوات طويلة واجب على الدولة العادلة أن ترفع أى مظلمة عن أى رئيس أو غفير، وتعيد له الاعتبار.. دون أن تعتبره بالضرورة رمزاً وطنياً كبيراً وكأنه جمال عبدالناصر)، وتعقيباً على هذه الفقرة شديدة الاستفزاز.. فإن محمد نجيب أعلى قامة وأرفع هامة من جمال عبد الناصر وكل صحبه الميامين لأسباب ثلاثة جميعهم أقزام بالنسبة لأى منها.. الأول كفاءته القتالية وشجاعته الفائقة فى حرب فلسطين 48 فقد أصيب فى معركتين إصابات قاتلة، بينما كان من الأحرار من فروا فيها أو منها واختبأوا فى جرف كما جاء بشريط مسجل تليفزيونياً للمحارب القديم جلال ندا، الثانى أنه الوحيد بين قادة الجيش حينذاك الحاصل على بكالوريوس التجارة وليسانس الحقوق وعدة دبلومات عالية فى المجال نفسه، إضافة إلى كلية أركان الحرب وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على درجة الدكتوراه حتى قامت أحداث 23/7/52 !.. الثالث هو أنه وحده الذى واجه الملك الأسبق فاروق بشكل صريح مباشر بعد اكتساحه انتخابات نادى الضباط ولولاه ما تنازل فاروق عن العرش وما وقفت الغالبية الساحقة من الجيش موقف الصمت.. ثم ألا ترى يا دكتور الشوبكى، أن كثيراً مما ألصقه الثوار الشرفاء بفاروق كان كذباً!.. هل رد إليه اعتباره فيما ألحقوه به وبأسرته كلها اغتيالاً لشخصياتهم character assassination ألم تدرك كثافة وحجم التطاول على عظماء رموز الأمة العربية وفى مقدمتهم الزعيم سعد باشا زغلول وصاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا والفقيه العالمى أ. د عبد الرزاق السنهورى باشا والمهندس عثمان باشا محرم وفؤاد باشا سراج الدين السياسى الفذ وكثر غيرهم تعرضوا لمهازل محاكمهم؟!
مرة أخرى.. قائد 23 يوليو شىء وقائد خلية سرية شىء آخر تماماً!.. الأول كان محمد نجيب وحده بلا منازع والثانى قد يكون جمال عبدالناصر حسين خليل سلطان لأن هذا الموقع والموقف قد نازعه فيه آخرون، وإن كان موقفاً غير مشرف لأى عسكرى على الإطلاق!!.. هل قرأت د. الشوبكى ما كتبه أ. جمال البنا فى 28/ 7/2010 بالمصرى اليوم واستغرق مساحة الصفحة الكاملة إلا قليلاً تحت عنوان (ما الذى حدث ليلة 23 يوليو 1952؟ سرقة السلطة تحت جنح الظلام) واختتمها بما نصه (لم تكن 23 يوليو ثورة أو انقلاباً لكن سطواً على السلطة تحت جنح الظلام).. انتهى.. وللمقال بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف