شارك رائد الاقتصاد الوطنى طلعت حرب فى اجتماع حضره اعيان مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى ، وأقترح تأسيس بنك مصرى ، واخرج من جيبه اول اسهم الاكتتاب ، ولحقه الاعيان بالمشاركة بالاكتتاب حتى تخطت قيمة الاسهم 80 ألف جنيه ، وتم عمل احتفال وطنى فى دار الاوبرا بتأسيس البنك والذى أطلق عليه بنك مصر

وبعدها تتابع طلعت حرب فى تأسيس وشراء شركات لتكون مصرية خالصة ومنها شركة غزل المحلة ، ومصنع لحلج القطن ، وشركة لصناعة الاسمنت ، وشركة للصباغة ، واخرى لتصنيع الزيوت ، واعمال فى المناجم والمحاجر ، وفى مجال الفن انشأ استيديو مصر ، وفى النقل اسس شركة مصر للطيران ، كما انشأ شركة للتأمين وغيرها من الشركات فى كافة المجالات

وأستوعب ابناء مص الفكر الوطنى الذى قدمه طلعت حرب ، ورأينا أحمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة يتادى بمشروع القرش فى بداية الثلاثينات لانشاء شركات وطنية اولها شركة للطرابيش بدلا من الاستيراد من الانجليز وكان الطربوش ملبس اساسى للطلاب والموظفين وغيرهم ، ونجح فى كسب ثقة الشعب الذى كان يلتف حول كل عمل وطنى ، وممن جذبهم أحمد حسين بهذا الفكر الوطنى جمال عبد الناصر وفتحى رضوان وابراهيم شكرى وغيرهم

أما الدرس الاكبر الذى قدمه طلعت حرب – فى تقديرى – انه عندما تعرض بنك مصر لازمة مالية ، لجأ الى وزير المالية حسين سرى للوقوف بجانب البنك ، وأشترط سرى استقالة طلعت حرب من رئاسة البنك .. وعلى الفور قال طلعت حرب : " فليذهب طلعت حرب وليبق بنك مصر " وقدم استقالته الى ان توفى فى 13 أغسطس عام 1941

لدينا رؤساء ووزراء ومسئولين شعارهم فليرحل كل الناس ولآبقى فى منصبى

الله يرحمك يا طلعت يا حرب .. بيقولوا عليك انك راجع .. طيب هترجع ازاى وهم متعلموش الدرس لا فى انشاء الشركات الوطنية لمجابهة الاستيراد او تحكم الاجانب ، ولا فى الايثار ولو بتقديم استقالتك رغم الفارق بين قامتهم وحجمهم !