الجمهورية
رياض سيف النصر
محاولة للفهم .. النقد الذاتي .. علي طريقة الجماعة!!
أضافت قناة "الجزيرة" برامج جديدة إلي "المندبة" السنوية التي اعتادت علي إقامتها كل عام في ذكري فض اعتصام رابعة.
لم تقتصر برامج القناة هذا العام علي الزعم والكذب حول وجود المؤامرة الكبري التي أعدها الانقلابيون علي حد ادعائهم. للخلاص من الحكم الديمقراطي الإسلامي المزعوم. الذي كان شعاره "سنأتي بالخير لمصر". واختاروا ميدان رابعة الذي كان يشهد اعتصاماً سلمياً كمقدمة للانقضاض علي الرئيس الشرعي محمد مرسي. في إطار استمرار مسلسل أكاذيب الجماعة الإرهابية. ونظام تميم.
ويبدو أن تلك المزاعم. لم تحقق للجماعة ما كانت تصبو إليه من إقناع الرأي العام في مصر وخارجها. بعدالة قضيتها. فلا المواطن المصري اقتنع بأن الإخوان كانوا يريدون الخير لمصر. ولا أن اعتصام رابعة كما كشفت عنه التحقيقات كان سلمياً. بدليل أن "فضه" كان مطلباً شعبياً.
طرحت الجزيرة "قضية أخري". تتعلق بالأخطاء التي وقعت فيها قيادات الجماعة في إدارة أزمة رابعة العدوية.
وقد يبدو طرح القضية أمراً غير مسبوق. لم تعتد عليه "الجزيرة" التي لم تتعرض برامجها لتقديم نقد يوجه للجماعة وقياداتها.
الحقيقة أن القناة لم تغير سياساتها. وإنما تحاول استيعاب تيار شبابي داخل الجماعة. يطالب بفتح الملفات من أجل استبعاد القيادات الحالية التي فشلت في إدارة أزمة رابعة. و"الجزيرة" تقوم بهذا الدور بهدف إعادة اللُحمة بين شيوخ وشباب الجماعة.
استضافت القناة عدداً كبيراً من الشباب الذي شارك في الاعتصام. ليدلوا بشهادتهم عما حدث. ويقيموا أداء قيادة الاعتصام.
تحدث كل منهم عن البطولات الخارقة للمعتصمين. والغزوة "للجيش والشرطة". التي استهدفت قتل المعتصمين السلميين.. الذين واجهوا قنابل الغزاة بصدورهم العارية.
ثم انتقل الحوار إلي مسئولي قيادة الاعتصام..
قال أحدهم: إن اختيار القيادة لميدان رابعة العدوية كمكان للاعتصام. كان خطأ. لم يراع أن بالقرب منه قسم شرطة مدينة نصر.. ومبني المخابرات.. ووحدات عسكرية. مما أدي إلي عدم صمود المعتصمين وإجبارهم علي فض الاعتصام. وكانت الجماعة ستحظي بتأييد عالمي لو استمر الاعتصام فترة أطول. مما يجبر النظام علي التفاوض وإعادة الرئيس الشرعي.
ويفضح الإخوان أنفسهم بأن الاعتصام كان مسلحاً باعترافهم عندما قالوا: إن المشكلة ليست في المكان. إنما عدم تسليح المعتصمين بأسلحة حديثة. حتي تكون المعركة متكافئة. وكانت النتائج ستكون أفضل لو تم إلحاق خسائر في الشرطة. وليدرك العالم أن الإخوان لهم اليد الطولي. ومن أسف أن أسلحتنا لم تكن تكفي للرد الموجع علي قوات الانقلاب.
شاهد آخر.. قال: إن الخبرة السياسية لم تكن متوفرة لدي قادة الاعتصام. الذين أوعزوا إلينا أن الجيش والشرطة لن يتدخلوا لفض الاعتصام.. وثبت أن تلك الحسابات خاطئة. خاصة بعد أن تم فتح ثغرات في الحصار.. مكن من يريد الخروج من مغادرة الميدان. ومن بينهم النساء والأطفال.
رأي مخالف أعلنه أحد الحاضرين: لا تدينوا قيادات الاعتصام. لأن المعتصمين كانوا سيرفضون أي اقتراحات بمغادرة الميدان.. وكنا سنصمهم بالتخاذل. ودعونا من الحديث عن الماضي. ولنتحدث عن القصاص وكيف نثأر للشهداء.
وتساءل: ماذا أنتم فاعلون أمام استقبال رؤساء العالم لزعيم الانقلاب.. بينما تتحدثون عن أخطاء الماضي؟!!
تلك هي مراجعات الجماعة. يدعون لمزيد من القتل والتخريب. وينتقدون قياداتهم لأنهم قصروا في الثأر من المصريين الذين خرجوا بالملايين. للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان.. وأسقطوه!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف