الوفد
عباس الطرابيلى
يبقى فى إيدك
مبروك للأهلى ـ فريق الدقيقة الأخيرة ـ فوزه بكأس مصر بعد حرمانه منها لسنوات عشر.. ولكن ـ وبعيدًا عن «هل يستحق الأهلى هذه الكأس.. هذا العام على الأقل؟. لا أقول ذلك لأننى زملكاوى.. ولست أهلاويًا ولا مصراويًا.. ولكن بصفتى متابعًا للكرة منذ سنوات.
فقد كان «المصرى» على وشك أن يحمل الكأس وينطلق بها إلى المدينة الباسلة، بورسعيد، وأتخيل أعمامى وأخوالى فى بورسعيد، وهم يرقصون ويعزفون أجمل ألحان السمسمية ويسهرون ثلاثة أيام بلياليها.. وربما صنعوا العديد من الدمى على هيئته «ألمبى» والصواب «اللنبى» بعد أن يلبسوها تيشيرت أحمر يطوفون بها شوارع المدينة قبل أن يشعلوا فيها النيران، كما يفعلون ليلة كل شم نسيم!!
<< وإذا كان النادى المصرى قد نظم دخول جمهوره إلى ملعبه الشهير ووضع شاشات عملاقة ليتابع جمهوره أحداث المباراة.. بينما أقيمت المباراة الأصلية دون جمهور.. وقدر جمهور النادى الذى تابع المباراة فى بورسعيد داخل الاستاد بأكثر من 20 ألف شخص غير ضعفهم فى المقاهى والكافيهات والشوارع.. والبيوت.
ولكننى حزين لأن الكأس طارت من «المصرى» ولكننى أتساءل ما هو سر الدقائق الأخيرة، فى كل مباريات النادى الأهلى.. وكيف لا يخطف المباراة إلا فى الدقائق الثلاث ـ وليست الخمس ـ الأخيرة حتى باتت هذه الدقائق ترعب أى فريق يواجه الأهلى. ورغم أننى انتظرت أن ينزل عماد متعب أرض الملعب فى الدقائق الأخيرة ليسجل هدف الفوز.. أو يحقق النجاح وهو ما يعمل له أى فريق كل حساب.. أليست هذه ظاهرة تستحق الانتباه.. أم يا ترى يريد الأهلى أن يلاعب أعصاب جماهيره الغفيرة أكثر مما يلاعب الفريق المنافس له.. أم هو أسلوب العاجز.. ولاحظوا هنا صورة وجه حسام البدرى فى هذه الدقائق.. وأيضًا حسام حسن وتوءمه إبراهيم.
<< وكل ما أخشاه أن ينتج عن مسألة أهداف الدقيقة الأخيرة أن يدمن عليها.. أو يسقط بسببها عشاق الأهلى إذا لم تنجح خطة الدقيقة الأخيرة.. وما أكثر السكتات القلبية وجلطات المخ التى يمكن أن تحدث فى الملاعب.. أو فى البيوت!!
حقيقة فريق الأهلى «حبس» دم كل عشاقه.. وكل دماء مسئوليه ولكنه نجح ـ وهنا نجد المعجزة فى تحويل افراح أهل بورسعيد إلى مأتم كبير.. بعد أن تيقنوا أن الكأس من نصيبهم ونجح أيضًا فى إنقاذ سمعة الأهلى نفسه.. وأن يسترد الكأس ليدخل البهجة فى بيوت عشاقه.
<< وقلبى مع كل «البلاتوه» أو البلاطوه وهى جمع كلمة «بلطاوى» وأصلها «بورتاوى» أى من «البورت» أى الميناء وهو الاسم الذى أطلقه الدمايطة على أبناء عمومتهم وأخوالهم الذين سكنوا «بورت.. سعيد» وأتخيل خيبة الأمل التى نزلت بهم وعليهم بعد أن كادت الكأس.. تصل إليهم.. وهنا يجئ التعبير الوحيد الذى ينطبق على هذه الحالة.. «تبقى فى بقك.. وتقسم لغيرك»، ولكن هذه هى عجائب كرة القدم.. تمامًا كما نسخر من البعض فنقول إن تعيس الحظ يجد «العضم» فى الكرشة..
والله حزنت على أهلى فى بورسعيد الذين ناموا من الحسرة بعد أن طارت الكأس منهم.. لتعود إلى.. الجزيرة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف