الرسالة الأولى:
(عزيزى نيوتن..
حفزنى مقالك عن الإخوان للكتابة رغم أننى أعتقد أن الفكرة التى يروجون لها لم ولن تنتهى إلا بمجهود كبير ورحلة تنوير طويلة.
مشهدان فى مسلسل الجماعة يلخصان هدف الإخوان.
المشهد الأول: الشيخ حسن البنا يحاور معلمه وأستاذه الشيخ محمد زهران وبعد أن تولى الصبى الناشئ حسن البنا إرسال خطابات تهديد ووعيد لكل من يتجاوز أخلاقيا من جيرانه. فقال له الشيخ الجليل الذى يبدو أنه فهم مبكرا جدا ميول الصبى الناشئ: أتريد أن تهدى الناس يا حسن أم تريد أن تتسلط عليهم يا بنى؟ فطن الشيخ مبكرا لميول الصبى فى حب الزعامة والقيادة.
المشهد الثانى: الجلسة التى جمعت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع حسن الهضيبى. وسأل الرئيس عبدالناصر عما يطلبه مرشد الإخوان، فقال له إغلاق المسارح والسينمات، وظل عبدالناصر مستمعا فى هدوء ليعرف ماذا أيضا يريد المرشد العام. فقال الهضيبى: وتحجيب نساء مصر. وهنا بدأ عبدالناصر يرد بهدوء فقال: «ولكن بناتك يا سيادة المستشار غير محجبات. فكيف تطلب منى أن أحجب نساء مصر جميعا».
مشهدان دالان تماما على الفكرة التى تتبناها الجماعة: التسلط. وشهوة الحكم والسيطرة).
الرسالة الثانية:
(عزيزى نيوتن..
مع إعجابى الشديد بمقالاتك المختلفة والمتنوعة وتحليلاتك الدقيقة. إلا أن لى رأيا شخصيا فى سبب تخلف مصر وهو عدم تطبيق القانون على الكل مما ترتب عليه ضياع الحقوق واختفاء العدل والكيل بمكيالين.
وأعتقد أن المسؤول عن ذلك ليس الشعب. وإنما الذى يقود الشعب، فلو صلح الرأس لصلح باقى الجسد. ولنا أسوة فى المسلمين الأوائل والصحابة. والمثال الأوضح: حال المسلمين أيام عمر بن عبدالعزيز. عندما كان بيت المال مملوءاً بالأموال ولا يوجد من تنطبق عليه شروط استحقاق الزكاة. فقال عمر: اشتروا الحبوب وانثروها على الجبال حتى تأكل الطير.
شادية حسانين- الإسكندرية)
نيوتن: عصر عمر بن عبدالعزيز هو مدخل الإخوان ليبيعوا الوهم للمصريين. على أساس أنه يمكن إرجاع الزمن إلى الوراء لنعود للأيام الخوالى. ذكرت وقائع للإخوان تمثل أضرارا مباشرة. إلا أن الأخطر كانت الأضرار غير المباشرة. بوسائلهم من اغتيالات وتخريب وإرهاب أعطوا الحاكم فى مصر مبررا للحكم المطلق. بعد أن كانت هناك حياة حزبية ونيابية حقيقية. فاخرة. حيث كان الملك يتقدم للبرلمان بطلب للموافقة على إصلاح مركبه «المحروسة». انتهى كل هذا.
بالمناسبة، الحكم المطلق يأتى دائما بعرض وقبول من طرفين، الحاكم والشعب. هذا ما حدث مع هتلر فى ألمانيا ومع موسولينى فى إيطاليا. لم يتمكنا من ممارسة النازية أو الفاشية إلا بقبول ومباركة شعبيهما.