أحمد سعيد طنطاوى
ملاحظات مواطن يركب القطار
كعادة كل الحوادث الكبيرة كما فى حادثة قطار الإسكندرية الأخيرة.. تثور العواطف ثم تختفي تباعا تباعا.. فلا أحد اليوم يتذكر الموتي ولا أعدادهم إلا أصحاب القربي.. وإلا كثير من المسافرين بالقطارات.
المسافرون هم أيضا ضحايا لهذه الحادثة فلم يعد هناك قطارات تنتظم فى موعدها لدرجة أن بعض القطارات تتأخر بالساعتين والثلاث ساعات دون سبب مقنع.
ولأننى واحد من الذين يحبون السفر بالقطار - رغم تردي أوضاعه - ألاحظ تأخر القطارات وعدم انتظامها بعد كل حادثة، أو بعد كل فاجعة، كأن الحادثة حدثت في عقل المسئول عن السكة الحديد لا على شريط السكة الحديد، فأصبح المسئول مترددًا فى اتخاذ القرار الحاسم، وبات غير قادر على ضبط ميزان ومواعيد العمل.
قيل وسيقال عن سوء السكك الحديدية فى مصر الكثير، لا أحب تكرار هذه الأسباب، التكرار يدعو إلى الإنصراف عن القائل وفى أحيان كثيرة يؤدي إلى النوم، فالفلاح ينام بالقرب من الساقية لصوتها الرتيب، وراكب القطار رغم صوت عجلات القطار وصافرته المزعجة يستطيع النوم للرتابة المصاحبة لحركه سيره.. وكذلك سوف يتوقف القارئ لو كررنا كلامنا.
أما الكلام غير المكرر فما هو إلا مجرد ملاحظات عابرة من راكب للقطارات.. غير متخصص فى تطوير السكك الحديدية، ولكن هي مجرد محاولات منه لتغيير مفهوم الانتقال بالقطارات..
نبدأ من المزلقانات.. لماذا لا تكون جاهزة فى إحدى ورش التصنيع؟! وتحضر إلى مكان تجهيز المزلقان وتدشن على الفور، أعتقد علميا أن المسافة بين قضيبي القطار ثابتة، والمسافة بين كل اتجاه تقريبا شبه ثابتة.. فلماذا لا تكون أرضية المزلقانات سابقة التجهيز، وننتهي من بناء المزلقان كله فى أيام معدودة بدلا من عدة شهور.
تخفيف وتقليل الأسوار التى تبني بالأسمنت واستبدالها بالحديد أو باستخدام أى شكل جمالى أخر بدلا من تلك الأسمنتية الفاقدة للذوق ومهدرة لملايين الأموال.
تشجير جنبات السكك الحديدية بالأشجار بدلا من تركها مكانا لتجميع القمامة، أو مكانا لإثارة الغبار وهو ما ينعكس بصورة جيدة على عيون المسافرين، ووقاية لهم من الرمال والأتربة.
منع استخدام الكمسارية للورق نهائيا، واستخدام ماكينات تكنولوجية جاهزة.. أعرف أنها موجودة ولكنها تترك على حسب مزاج كل كمسري.
توفير تطبيق على الهواتف الذكية لشراء التذاكر.
السماح بوجود تذاكر إلكترونية لكل القطارات بكل أنواعها حتي لو كان قطارا يمر بالقري والنجوع.
تفعيل دور الأمن داخل القطار.. لمنع التدخين، ومنع الباعة الجائلين، ومنع المخربين للقطار.
كلمة أخيرة.. إصلاح الفساد, كالفساد نفسه ليس له وقت وليس له ميعاد.. فالفساد ينتعش في أي وقت.. وعلاجه في أي وقت.. واللصوص لا يُتمون سرقاتهم على مواعيد القطارات، أو شروق وغروب الشمس.. ولأنهم لا يأخذون إجازة فلا ينبغي للقانون أيضاً أن يأخذ إجازة.. أو هكذا أعتقد.