الجمهورية
د . أحمد عفيفى
القيم الإيجابية.. ودول الجوار
علي الرغم من حجم العدائيات المحدقة بالدولة المصرية. سواء بالداخل من خلال بقايا المنتمين للجماعة الإرهابية المحظورة. أو بالخارج وعلي الحدود الثلاثة الشرقية والغربية والجنوبية بما فيها من دعم غير محدود لعناصر إجرامية مرتزقة من قبل دول أئمة.. إلا أن القيادة السياسية المصرية حريصة علي تبني ممارسة مفهوم السياسة النظيفة والتي تأخذ علي عاتقها عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي من دول الجوار. بل والعمل علي تعزيز التعاون في إطار من الندية والمصالح المشتركة.
فأبداً لم نر مصر تتدخل في الشأن الداخلي لجيران الشرق الممثل في الدولة الفلسطينية. بل إن كتاب التاريخ يذكر أن الدولة المصرية هي من أكثر الدول العربية دعماً لقضيتهم. وأن الأمر لم يكتف بالدعم المعنوي. بل كان هناك تضحيات بأرواح شهداء في محاولات مستمرة لإعادة كامل الأرض الفلسطينية إلي ما قبل حدود حرب ..67 وذلك علي الرغم من قيام بعض قيادات حماس أحياناً بالإدلاء بتصريحات لا تليق تجاه الشقيقة الكبري مصر.
أما جيران الغرب. فنري مصر منذ سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي وهي تدعم الدولة الليبية. بل وترفض بشتي الطرق والوسائل السماح للغرباء بالتدخل في الشأن الداخلي الليبي.. ذلك لأن أواصر الصداقة والمودة ممتدة علي مدار التاريخ بين الشعبين المصري والليبيي. وأبداً لم تكن المطامع عنصر متواجد في مكنون سياسة دولتي الجوار.
أما جيران الجنوب. فهم الامتداد الطبيعي والحقيقي لمصر. ودائماً ما نؤكد أن المصريين والسودانيين شعب واحد يعيش في بلدين.. وعلي الرغم من قيام البعض من آن لآخر بمحاولة الوقيعة بين الأشقاء من خلال إثارة الفتنة حول ملكية مثلث حلايب وشلاتين.. إلا أن عمق العلاقات ودفئها غالباً ما يقضي علي مثل تلك الفتن في مهدها.
ان اللحظة الراهنة. وبعد تداعيات المخطط الماجن الذي حاول جاهداً أن يفتت الدول العربية.. تلزم شعوب تلك الدول أن تكون أكثر وعياً وفاعلية تجاه تحقيق تكامل اقتصادي يؤدي في النهاية إلي تكوين قوة عسكرية تكون قادرة علي حماية المقدرات والحدود.
وهذا لن يتحقق إلا إذا تبني الجميع في سياستهم الخارجية. سياسة الرئيس المصري التي تؤكد أن العلاقة بين الدول يجب أن تكون من خلال كم لا حصر له من المبادئ والقيم الإيجابية بعيداً عن التآمر والفتن والتدخل في شئون الآخرين.
وانطلاقاً من ذلك. وإيماناً بأن لا ثوابت دائمة في السياسة.. ندق ناقوص الأفاقة لدول غردت بعيداً عن السرب. لأن هناك دائماً مساحة لمن يخطيء أن يقيم ويقوم قراراته ومواقفه. ليعود إلي الطريق المستقيم. وهذا لا يقلل من الشأن. ولكنه يعلي من القيمة.. فهل من مستمع؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف