الجمهورية
بسيونى الحلوانى
بالمرصاد .. رسالة من متطرف!!
يتوهم كثير من الناس أن هؤلاء الذين يطلقون لحاهم ويتشدقون بالشعارات الدينية وقد يرتادون المساجد ويتظاهرون بالتقوي والورع.. أشخاص أتقياء تربوا علي آداب الإسلام ويتخلقون بأخلاقه فلا يسيئون لأحد بعبارة مسفة ولا يوزعون الاتهامات علي خلق الله جزافا.
لكن كل من يقترب من هؤلاء ويتعامل معهم أو يختلف معهم فكريا أو يبدي ملاحظات علي تصرفاتهم الاستفزازية يجد منهم كل ما لذ وطاب من الإسفاف وسوء الأدب فقد ابتلاهم الله بغلظة ما بعدها غلظة. فهم يغلبون سوء الظن. ويحكمون علي الناس بالظواهر. ويتسرعون في اتهامهم بالفسق والفجور. والجميع في نظرهم مارق عاص ينتظره عقاب الله .. لا محالة.
تلقيت رسالة من متطرف حملت كثيرا من صور الإسفاف التي لا تليق بشخص يدعي التدين ويحاول أن يخدعنا بأنه يلتزم بآداب وأخلاق الإسلام. وإسفاف الأخ الذي تقمص دور الواعظ والناصح الأمين لشخصي ليس بسبب كلام كتبته هنا وأغضبه. ولكن بسبب وصف علماء الإسلام وأطباء النفس وغيرهم لأحوال المتطرفين بشكل صريح وواضح علي صفحتي"حرب الأفكار" فهو يري ضرورة أن نلتزم بأدب الإسلام في مخاطبتهم. مع أنه لا يلتزم بأدب الإسلام في مخاطبتنا. بل يمارس إسفافا وينعتنا- نحن الإعلاميين الكفرة- بأوصاف تحمل الكثير من البغض والكره لكل من يوجه نصيحة مخلصة لهؤلاء.
لن أشغل نفسي هنا بالرد علي الأخ المتدين أو المتطرف "الله أعلم" ولكن ليعلم الجميع أننا هنا لا نتحدث بإسم العلماء وغيرهم من الذين يساهمون في هذا العمل الصحفي الموضوعي الذي أشاد به الجميع.. نحن ننقل ما يقوله العلماء من رؤية لأحوال هؤلاء الذين ابتلاهم الله بالتعصب والتشدد الديني والخروج علي سماحة الإسلام واعتداله.
نحن نحترم مصادرنا كما نحترم قرائنا.. لا نخدع ولا نزيف الحقائق ولا نجامل في الحق وهدفنا قيادة الشباب الي تدين حقيقي بعيدا زيف وبهتان جماعات الضلال والانحراف الفكري التي شوهت صورة الشباب وضللت بعضهم ودفعتهم الي الانتحار وقتل الأبرياء تطلعا لوهم جنة الخلد التي تنتظرهم. ولم يسأل هؤلاء الشباب أنفسهم: كيف تستقبل جنة الخلد مجرمين يقتلون الأبرياء في عمليات ارهابية لا يقرها دين ولا يقبل مبراراتها عقل أو منطق؟ وكيف يتقرب هؤلاء الي الله بقتل أطفال ونساء في جرام منكرة تؤذي مشاعر وتدمي قلوب الجميع؟
صحيح أن آراء العلماء في سلوكيات وخطايا المتطرفين صريحة وواضحة وحاسمة. ويجب أن نشكر العلماء علي صراحتهم في مواجهة الشباب الذي وقع في براثن التطرف. وقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولته الشهيرة: "رحم الله إمرأ أهدي إلي عيوبي"وهؤلاء الشباب المغرر بهم يحتاجون الي صدمات قوية لكي يفيقوا من سباتهم ويدركوا أنهم يسيرون في طريق الضلال والانحراف الذي يقودهم الي عقاب الله الرادع وليس ثوابه وجنته كما يتوهمون.
هؤلاء الشباب في أمس الحاجة الي "نصيحة صادقة" وهي التي يتلقونها هنا من خلال"حرب الأفكار" كما أن هدفنا ليس جلد المتطرفين وإدانتهم لمجرد الجلد والإدانة.. لكن يظل الهدف الأسمي هو تحذير الشباب من كل ما يقربهم من التطرف الديني والانحراف الفكري الذي تعيشه جماعات التطرف والعنف.
منذ ساعات شاهدت مشاهد فيديو وتصريحات للهاربين من جحيم داعش في سوريا والعراق الذين استسلموا للقوات المحاصرة لهم. وتألمت لحالة البؤس والشقاء التي بدت عليهم.. فما خلقنا الله لكي نعيش هذه الحياة الصعبة والكئيبة ولا يمكن أن يكون ما يقوم به هؤلاء من قتل وتخريب وتدمير جهاد في سبيل الله.
إحذروا أيها الشباب ضلال جماعات التطرف وتقربوا الي ربكم بالعمل الجاد والنافع لكم ولأوطانكم واعبدوا الله والتزموا بتعاليم دينكم في وسطية واعتدال واستمتعوا بالحياة وما فيها من مباهج فتعاليم دينكم الصحيحة تقودكم الي ذلك.
ما أصعب الحياة التي يعيشها هؤلاء الذين ضلوا طريق الإسلام الصحيح وانحرفوا عن وسطية الإسلام واعتداله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف