على فاروق
عقدة الخواجة.. في الزمالك
لا شك أن الاستفادة من التجارب الناجحة للآخرين أمر طيب في كل المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وكذلك الرياضة!!
إلا أن البعض مازالت تسيطر عليه "عقدة الخواجة" فيصر علي استخدام الأجانب متصوراً أنه سيغير الأوضاع إلي الأحسن.
وتعبر هذه العقدة عن مشكلة نفسية في أصحابها تتمثل في احساسهم بالنقص والدونية عن الآخر الذي يعيش في أوروبا وأمريكا.. فيلجأ لتعويض هذا النقص من خلال الاستعانة بهذا "الخواجة" في علاج مشاكلنا.. وتجاهل الكفاءات الموجودة في مجتمعنا رغم أنها قادرة علي أحداث التغيير المطلوب بشرط إعطائها الثقة والصلاحيات اللازمة لتحقيق النجاح في مهمتها.
أقول هذا بمناسبة ما يحدث في نادي الزمالك من اصرار غرب علي المجيء بخبير أجنبي يدرب فريق كرة القدم.. وإبداء الاستعداد لدفع مئات الآلاف من الدولارات له من أجل تحقيق البطولات رغم أن هناك كفاءات مصرية قادرة علي تحقيق ذلك بـ 1/10 من راتب المدرب الأجنبي.. وبالجنيه المصري بدلاً من الدولار!!
لقد عاش نادي الزمالك تجربة مريرة مع المدرب الأجنبي السابق ايناسيو وكانت النتيجة أن النادي خرج من جميع البطولات التي خاضها صفر اليدين وفشل في الحصول علي أي بطولة.. حتي بطولة الكأس التي احتكر الفوز بها علي مدي السنوات الأربع الماضية وبمدربين مصريين فشل في الاحتفاظ بها هذا العام وتفوق عليه نادي المصري البورسعيدي الذي يدربه المدرب المصري حسام حسن!!
انظروا إلي تجربة النادي الأهلي الذي استعان بمدرب وطني هو حسام البدري بعد تجربة مريرة مع المدرب الأجنبي.. وكانت النتيجة الفوز ببطولتي الدوري والكأس والوصول إلي الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال افريقيا.
وانظروا إلي تجربة المنتخب القومي عندما كان يدربه المدرب الوطني شحاتة فحقق انجازاً غير مسبوق وأذهل العالم كله عندما فاز ببطولة كأس افريقيا لدورات ثلاث متتالية فاحتفظت مصر بكأس افريقيا إلي الأبد.. في انجاز لم تستطع أي دولة افريقية تحقيقه في التاريخ.. ومن الصعب جداً بل من المستحيل تحقيقه خلال السنوات القادمة.
انظروا إلي تجربة المنتخب المصري عندما كان يدربه المدرب الوطني محمود الجوهري فوصل به إلي نهائيات كأس العالم بإيطاليا في انجاز لم يحققه أي مدرب أجنبي تولي مسئولية تدريب منتخبنا الوطني.. ويا خوفي من المدرب الأجنبي الحالي كوبر!!
آن الآوان للمسئولين بنادي الزمالك أن يفيقوا ويدركوا أن الاصرار علي الاستعانة بمدرب أجنبي لتحقيق البطولات هو عبث وإهدار للمال العام خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد وحاجتنا إلي توفير كل دولار للمساهمة في اقامة المشروعات القومية الكبري وتشغيل المصانع المتوقفة وتوفير احتياجات البلاد من السلع الأساسية.
تحقيق البطولات لن يكون من خلال مدرب أجنبي.. ولكن بالاستعانة باللاعبين مقاتلين وعلي أعلي مستوي من الكفاءة.. مع مدرب وطني لديه خبرات طيبة وقادرة علي اختيار أفضل تشكيل ممكن يحقق الفوز في المباريات.
لقد نجح المسئولون بالنادي هذا العام في الاستعانة بلاعبين علي أعلي مستوي بالفعل واستغني عن اللاعبين المتقاعسين والمتخاذلين الذين تسببوا في ضياع البطولات في الموسم الماضي.. وبقي أن يصرف النادي النظر عن فكرة المدرب الأجنبي.. خاصة أن الموسم الجديد سيبدأ خلال أيام قليلة.. ولم تعد هناك أي فرصة للاستعانة بـ "خواجة" لا يعرف شيئاً عن امكانيات اللاعبين الحاليين.. ولا يعرف شيئاً عن الزمالك وفي هذه الحالة سيطلب فرصة لتجربة اللاعبين والتعرف عليهم.. وتكون النتيجة استمرار الهزائم وضياع البطولات!
المدرب الوطني واللاعبون المقاتلون هم فقط الذين سيعيدون الزمالك إلي منصة البطولات من جديد! هل يستوعب مسئولو الزمالك الدرس؟! نحن في الانتظار!!