الأهرام
محمد حسين
«بسترة» مصر!
«اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وألهمنا اجتنابه»: هذا الدعاء الملهم هو ما تستحقه أيامنا الراهنة، بكل صعوباتها وتحدياتها وضبابيتها والتباساتها، خاصة بعد اتساع وتصاعد الجدل والنقاش، حول وجود مشروع لتعديل بعض مواد الدستور، الذى ــ للمفارقة ـ لم تفعل أغلب مواده منذ صدوره عام 2014، وحتى يومنا هذا!

أصحاب المشروع الذين يتبنونه ويروجون له، يرون فيه ضرورة قصوى، للحفاظ على أمن مصر واستقرارها، لأن بعض مواد الدستور القائم لم تراع طبيعة المرحلة، ولم تقدر حجم الأخطار، التى تواجه تثبيت الدولة.

لن أتحدث عن المواد المقترحة للتعديل، لأن هذه مسألة لا يجوز الحديث فيها من الأساس، لأن المبدأ نفسه مرفوض، وليس مقبولا بإطلاقه.

حقا أن الدستور ليس نصا مقدسا، ولكن يجب ألا ننسى أن الأمة، قد توافقت على ديباجته ومواده ، وارتضته ضميرا وطنيا لها، مما يفرض علينا ان نحافظ عليه ونرسخه، لأن تعديله يعنى فقدانه كل احترام واعتبار، ويفتح بابا لا يغلق للعبث به، حسب طبيعة وظروف كل مرحلة، ليتحول من مهمة «دسترة» المجتمع، وفقا لمبادئ وقواعد ثابتة، إلى عملية «بسترة» وبالتأكيد «البسترة» غير «الدسترة» لأن الأولى لا تدوم طويلا وتنتهى صلاحيتها سريعا، لأن هدفها هو الحفظ المؤقت ، وهذا هو الخطر الحقيقي.

> فى الختام .. يقول الشاعر فؤاد قاعود:

«وإن جيت فى عصر انحطاط

إمشى لوحدك ع الصراط»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف