إذا كنا دائما نستخدم تعبير الإرهاب الأسود على أساس أنه فى المقام الأول إجرام فكرى يقوم على الأكاذيب والمغالطات فإن هناك أيضا الإعلام الأسود الذى يصنع الأكاذيب ويعمل على ترويجها من نوع ما تقوم به قناة الجزيرة فى الدوحة وتوابعها فى اسطنبول ولندن.
والإعلام الأسود يقوم على التهويل والفبركة مستغلا الميزانيات المفتوحة التى توضع تحت تصرف القائمين عليه من أجل تعويض العجز عن توفير المعلومات الصحيحة.
وفى صناعة الإعلام الأسود لا مكان للحياء أو الخجل فهؤلاء يصنعون الأكاذيب ثم يصدقونها ولا يحمر لهم وجه إذا انفضحت أكاذيبهم وتعرت حججهم وفى سجل الأكاذيب وقائع لا تنتهى تبدأ من إعلان سقوط بغداد قبل سقوطها بأيام عام 2003 إلى فضيحة الزعم بأن إضراب عمال غزل المحلة مازال مستمرا بينما كان العمال يقفون خلف ماكيناتهم لتعويض ما فاتهم.
فى الإعلام الأسود نظرية اسمها نظرية «التشتيت» حيث يتم بث الأكاذيب والشائعات فى أماكن متعددة وبضراوة ملحوظة تستهدف إفقاد المتلقى قدرة التركيز وإخضاعه دون أن يدرى لمشاعر اللحظة وانفعالاتها!
ودائما يبحث الإعلام الأسود عن اللحظة المناسبة لبث سمومه ونشر أكاذيبه وليست هناك أجواء ملائمة للإعلام الأسود مثل أن يكون أى وطن يواجه مرحلة خطر مصحوبة بفورة عاطفية وهيجان عصبي… هنا تبدأ الماكينات الجهنمية لتزييف الوعى دوران عجلاتها بشكل كثيف ومتلاحق حتى تتعمق مشاعر الخوف والشك والحيرة بين الناس من هول ما يسمعون أو يقرأون أو يشاهدون.
ومن يراجع سياسات قناة الجزيرة منذ نشأتها قبل 21 عاما يجد أنها أبرز نماذج الإعلام الأسود فهى دائما تصور الأحداث فى بدايتها على نحو يختلف مع حقيقتها لكى يتوه الناس فى بحور الحيرة ويتأخر إدراكهم أين يوجد شاطئ الأمان الذى ينبغى أن ترسو عليه أقدامهم!
خير الكلام:
<< مراجعة الماضى ضرورة ولكن الانشغال به مفسدة !