الجمهورية
احمد المنزلاوى
ذكري أول عميد للطب
جد واجتهد. وسار علي الدرب. ونبغ في الطب. ولم ينس الشعر والفن والأدب.
قطع البلاد من الشمال إلي الجنوب. ومن الشرق إلي الغرب. وأجري العمليات الكبري. وحصل علي اللقب. وأصبح مثالاً يحتذي لأطباء العرب.
ولعل الحديث عن رحلته وقصة كفاحه ونجاحه أن يساهم في إصلاح ما أصاب المهنة من علة وعطب.
يوافق العام الحالي "2017م" ذكري مرور 70 عاماً علي رحيله. و137 عاماً علي ميلاد نابغة الطب ورائد الجراحة وأول عميد مصري لكلية الطب د. علي باشا إبراهيم.
ــ علي إبراهيم مطاوع.. من مواليد الإسكندرية في10/10/1880. لأسرة قادمة من مطوبس - غربية "كفر الشيخ الآن".
تلقي تعليمه الأولي بمدرسة رأس التين وحصل علي الشهادة الابتدائية .1892 وكان الأول. سافر إلي القاهرة والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية بدرب الجماميز "السيدة زينب". "القسم الداخلي".
احتفظ بتفوقه طوال الدراسة بها "5 سنوات" ودخل مدرسة الطب المصرية "قصر العيني" 1897 وتخرج 1901. كانت الدراسة بها 6 سنوات. واقترح د. كوبر تخفيض المدة إلي 4 سنوات بعد أن استدعاه مدير المدرسة د. ليتنج من إنجلترا لدراسة أحوال المدرسة.
كانت دفعته 12 طالبا. ومجموع طلاب المدرسة 26 طالباً.
كان طالب الطب يحصل علي 3 جنيهات شهرياً تشجيعا علي دراسة الطب.
اقترب علي إبراهيم من الأساتذة المصريين والأجانب واستفاد من علمهم وتجاربهم ومشاركتهم في أبحاثهم.
من الأطباء المصريين منهم د. عثمان غالب "مكتشف دورة حياة دودة القطن". ود. محمد باشا الدري كبير الجراحين ود. محمد علوي باشا رائد طب العيون ورئيس الجامعة.
حتي أنه عمل مساعداً للدكتور سيمري خلال الدورات واستفاد من علمه في مجال تخصصه "الأمراض والميكروبات". في سنة 1902 ظهر وباء في أسيوط - "قرية موشا - أسيوط". ارسلته مصلحة الصحة "بوزارة الداخلية". واكتشف أنه مرض الكوليرا الآسيوية عاد به أحد الحجاج وانتقل إلي أبناء القرية.
ذاعت شهرته في أرجاء البلاد خاصة في الصعيد. بعد نجاحه في إجراء العمليات الجراحية الكبري مثل استئصال الكلية واستخراج الحصوات.
عالج السلطان حسين كامل "1914-1917" من مرض خطير. وأجري له جراحة وجاء الشفاء علي يديه بعد اخفاق عدد من الأطباء الأجانب.
حصل علي ألف جنيه ذهب وحصل علي لقب "استشاري الحضرة العلية السلطانية".
عمل مديراً لمستشفي أسوان الأميري.
كلفته مصلحة الصحة بدراسة مرض ظهر في قرية السيف - طوخ - قليوبية.
وتوصل إلي أنه مرض "الجمرة الخبيثة".
كانت معظم الحالات من النساء.. أصابهم المرض من أقراص مخلفات المواشي المستخدمة في المواقد البلدية.
ــ انتخب عضوا بمجلس النواب.
ــ تولي إدارة مستشفي قصر العيني 1918. في آخر سنوات الحرب العالمية الثانية 14-1918. حصل علي وسام الامبراطورية البريطانية لنجاحه في مهمته.
شارك في ثورة 1919 مع زملائه الأطباء. استدعاهم إلي عيادته بشارع الصنافيري "عابدين - القاهرة" للمشاركة في الثورة التي عمت أرجاء البلاد. وشارك فيها جميع المصريين.
ــ 1924 أول أستاذ للجراحة في مصر.
ــ 1926 وكيل كلية الطب - قصر العيني.
بعد انشاء الجامعة المصرية 1925. وضم الكلية إليها.
ــ أنشأ المقر الحالي لكلية الطب "مستشفي المنيل الجامعي" بجزيرة الروضة. وضع الملك أحمد فؤاد الأول حجر الأساس للمستشفي في 16/12/.1928
ــ انتخب كأول عميد مصري لكلية الطب - جامعة القاهرة "فؤاد الأول سابقا" 30/4/.1929
ــ فتح كلية الطب أمام البنات. وحصل علي علي زمالة كلية الجراحة الملكية البريطانية.
ــ أسس الجمعية الطبية المصرية .1930
ــ رئيس جمعية الهلال الأحمر "تأسست 1912".
نشرت الثقافة الصحية والاسعافات الأولية. وهو صاحب الشعار المشهور: "الوقاية خير من العلاج".
ــ وزير الصحة 28/6/1940 "حكومة حسن صبري باشا" 40-.1941
ــ قدم مشروع نقابة الأطباء .1940
ــ أول نقيب للأطباء. وأطلق عليه البعض نقيب الفقراء لاهتمامه بالبسطاء والمهمشين.
ــ شارك في انشاء جامعة الإسكندرية 1942 "جامعة فاروق الأول".
ــ رئيس الجامعة.
ــ أسس اتحاد المهن الطبية.
ــ صدر في عهده أول دستور مصري للأدوية. كما تم انشاء شركة مصر للمستحضرات الطبية.
ــ تم تكريمه في يوم الطبيب الأول 1979 وفي العيد الثاني سلم الرئيس الراحل أنور السادات ابنه الأكبر د. حسين إبراهيم قلادة النيل تكريما لرائد الطب المصري الحديث.
ــ توفي في 28 يناير .1947
ــ صلي عليه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل الشيخ مصطفي عبدالرازق 1945-..1947 تحركت الجنازة من ميدان التحرير إلي جامع الكخيا في واحدة من أكبر الجنازات في التاريخ المصري.
لم تتوقف حدود عبقريته عند مهنة الطب.
كان من أصحاب المعرفة الموسوعية والاهتمامات الأدبية والشعرية والموسيقية إلي جانب اهتمامه الكبير بالآثار والتاريخ.
رئيس لجنة الإشراف علي برامج الإذاعة المصرية بعد انشائها 31 مايو .1934
كما شارك في أنشطة المتحف الإسلامي بباب الخلق.
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في رثائه:
هل رأيتم موفقا كعلي يستحق الثناء
أودع الله صدره حكمة العلم
وأجري علي يديه الشفاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف