أشرت بالأمس إلى أننى تلقيت رسالة من د. رجب نجم، قدم نفسه بأنه حاصل على: دكتوراه فى الفقه، فى رسائل سابقه قدم نفسه: دكتوراه فى الفقه الاقتصادى، ظننت أنه مدير مكتب المفتى الذى أصبح مستشارا ومفتيا وكاتبا، لكن البعض أكدوا أنه «نجم» آخر.
رسالة د. نجم جاءت للتعقيب على ما سبق وكتبته عن عذاب القبر بتفسير ابن كثير، ومن قبله ابن جرير فقد أنه لم يدل برأيه، وهو ما قد يعنى إنكاره التعذيب فى القبر.
د.نجم لم يعجبه الكلام وهذا حقه، وعرض مبرره للرفض، وإعمالا بحق الاختلاف قرأت ما كتبه بعناية شديدة، خاصة وأن رسائله السابقة فى موضوعات أخرى، كان ينقل مادتها من مواقع الإنترنت، وطالبت منه أن يعود إلى المصادر أفضل، وبعد ان انتهيت من قراءة مبرراته وانتقاده لما كتبت، توقفت عند عدة ملاحظات، أقدمها لرئيس جامعة الأزهر لكى يوضح لنا: من هو د. رجب نجم؟، وهل حصل على درجة دكتوراه من إحدى كليات جامعة الأزهر؟، وهل بعض من يحملون درجة الدكتوراه على نفس المستوى العلمى؟، وهل بعضهم يؤمن بالفكر المتشدد إلى حد التكفير.
الملاحظة الأولى: إن د. نجب انطلق منهجيا من فرضية هو مسلم بصحتها، ومن ثم أخذ فى جمع الأدلة ليثبتها، وهذا من الناحية العلمية لا يعد بحثا ولا يقدم جديدا، المفترض أن يختار فكرة أو مسألة ثم يبحث حولها، والمادة التى يجمعها هى التى تفرض الرأى فيها.
الملاحظة الثانية: ضعفه العلمى ، على سبيل المثال، تشكيكه بواقعة فضح المنافقين التى ذكرها ابن كثير بتفسير الآية 101 من سورة التوبة، وقال إنها بدون سند، ولم يجد لها تخريجا، هذا مع ان الرواية منقولة عن ابن جرير، ولو كان د. نجم قرأ تفسير ابن جرير لوقف على سندها: « حدثنا الحسين بن عمرو العنقزى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أسباط، عن السدىّ، عن أبى مالك، عن ابن عباس».
واستنكر د. نجم بشدة وصول سيدنا عمر متأخرا إلى المسجد، كما سألنى: ما علاقة الرواية بعذاب القبر؟، وأظنه لو كان قرأها عند الطبرى أو ابن كثير لعرف لكنه لم يقرأ.
الملاحظة الثالثة: يقع فى أخطاء لا يجب أن يقع فيها أزهري، مثل تحديد رقم الآية الخاصة بالمنافقين، فقد ذكر:» سورة التوبة، جزء من الآية رقم 46، بينما هى رقم 101».
الملاحظة الأخيرة: أنه يكفر من ينكر عذاب القبر، وخاطبنى ككافر، وذلك بقوله:" موضوع المقال يمس جانبا عقديا رئيسا من ديننا الحنيف نحن المسلمين"، وفى موضع أخر:" نعتقد نحن أهل السنة والجماعة"، وقوله:" من لا يؤمن (بالأحاديث التى ساقها) فهو على خطر عظيم، لأن عدم إيمانه تشكيك فى سنة النبى، وفى عقيد المسلمين"، وقوله:" أنت تعلم حكم من ينكر معلوما من الدين بالضرورة».
رئيس جامعة الأزهر مطالب بأن يوضح لنا، هل د. نجم يعمل بإحدى كليات الجامعة؟، وهل هناك مثله على هذا الضعف العلمى؟، وهل بالجامعة غيره يكفر المخالف فى الرأى؟.