كل المؤشرات اليوم تكاد تجزم بعودة الروح إلى سوريا من جديد بعد عودة الحياة إلى اقتصادها، وبعد أن فشل مخطط محاصرتها ومحاولة عزلها وعزل المقاومة الصامدة بقيادة الرئيس بشار الذى صمد مع شعبه وجيشه ونال الدعم من دول حليفة وانتصر على أشرس حرب كونية فى التاريخ تم تسليطها على الدولة السورية الجسورة التى رفضت الانصياع لقوى الرجعية والاستبداد. وجابهت الارهاب الذى سلط عليها عبر الحدود حيث انطلقت عناصر داعش والنصرة وغيرها من منظمات الارهاب عبر الأراضى التركية. وامتدت المؤامرة فى محاولة لتحويل لبنان لتكون منصة تآمر على سوريا ولتصبح لبنان منطلقا لتسلل الارهابيين لشن حرب تدميرية عليها ممولة من أمريكا وإسرائيل ودول خليجية. وكل هذا لتحقيق أكثر من هدف ليتم اسقاط النظام السورى، وتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المقاومة فى لبنان ممثلة بحزب الله.
بيد أن الصمود الأسطورى للجيش العربى السورى حال دون تحقيق أهداف اللئام. وتمكنت سوريا وبدعم من حلفائها من تحرير المدن من رجس داعش والنصرة وكل الارهابيين، وتمكنت سوريا من اسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد وهو المشروع الذى أرادت أمريكا عبره تفتيت دول المنطقة وتحويلها إلى كيانات منفصلة. وأجبر الانتصار السورى المشرف الغرب على التراجع، فرأينا كيف أن أمريكا بادرت واتخذت قرارا بوقف دعمها للمعارضة المسلحة، بل وغيرت لهجتها حيال النظام، وخضعت لما يمليه واقع التطورات على الأرض لتبادر بمطالبة المعارضة بالتعايش مع وجود الرئيس بشار فى السلطة باعتباره الرئيس الشرعى الوحيد. وبدأت تتضح خطوط تسوية تقبل ببقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا. ورأينا تغيرا مشهودا فى الموقف السعودى من الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة التى طلب منها فتح أبوابها لما يسمى منصتى موسكو والقاهرة اللتين تضمان سوريين أكثر قربا من النظام السورى، وأكثر استعدادا للقبول باستمرار بشار الأسد فى السلطة.
وهكذا رأينا كيف سقطت اليوم كل الرهانات التى عقدها الغرب المريض وأطراف فى المنطقة على اسقاط النظام بعد أن سقطت رهاناتهم فى تغيير موازين القوى لصالح الجماعات الارهابية التى دعموها. فشلت حربهم الكونية فى إقامة دولة عميلة تابعة للغرب الاستعمارى لينتصر منطق التاريخ والجغرافيا وليؤذن ذلك بعودة العلاقات من جديد بين سوريا العروبة والدول العربية الشقيقة، وعودة سوريا إلى عضويتها فى الجامعة العربية. تغير الوضع كلية اليوم بعد صمود الجيش السورى واحرازه نجاحات عدة فى استعادة السيطرة على المزيد من المناطق والبلدات بريف حمص الشرقى، ومواصلة عملياته ضد بؤر داعش والارهابيين فى دير الزور.
انتصر مشروع سوريا العظيمة وهزم مشروع المتآمرين. استطاعت سوريا هزيمة أمريكا التى قادت مشروعا تدميريا فى المنطقة أرادت عبره إحلال الخراب والدمار فى الدول العربية والذى بدأته بالعراق ودلفت منه إلى سوريا. غير أن الجيش العربى السورى خيب أملها ولم يعد فى جعبتها سوى الهزيمة. نجح الجيش السورى العربى البطل فى مواجهة النصرة وتمكن من تطويق داعش، ومن ثم وقف سدًا منيعًا أمام رعونة وتهور إدارة ترامب، فأفشل مخططاتها وباتت سوريا العروبة اليوم هى الممسكة بزمام الأمور.