المصرى اليوم
نيوتن
إرادة العمل.. وخطتنا
شاهدت محاضرة لأمريكى من خبراء التنمية البشرية. طرح فيها تجربة اليابان. كيف تقدمت وازدهرت. كيف خرجت من الحرب وحققت المستحيل. بفضل قوة الإرادة. إرادة العمل.

قال إن عام 1950 كانت اليابان مُدمَّرة تماما. كانوا قد خسروا فى الحرب نسبة من الشباب، أعلى مما خسرته أى أمة أخرى فى الـ200 سنة الأخيرة. كانت مدنهم قد أُحرقت كليا. كان اقتصادهم فى حالة انهيار تام. فدعوا إلى اجتماع. أحب أن أسميه «اجتماع مبيعات». طبعا هم لم يسموه كذلك. سموه استراتيجية أو تسويقا. أيا كان. استدعوا القادة الحكوميين. والقادة الصناعيين وقادة المجتمع التربوى. جمعوهم معا ووضعوا خطة. ما الذى يمكن أن نفعله كأمة لكى نتوحد ونحقق هدفا يعيد الكرامة الوطنية. ويعيد الازدهار الاقتصادى إلى أرضنا؟ وأخيرا قرروا أن هدفهم فى الخمسينيات هو أن يصبحوا الأمة الأولى فى العالم فى إنتاج النسيج. وحققوا هدفهم. فى عام 1960 عقدوا اجتماعا آخر. وتساءلوا: ما هدفنا فى هذا العقد؟ وقرروا تحقيق الحلم المستحيل. قالوا: «فلنصبح الأمة الأولى فى العالم فى إنتاج الفولاذ». لماذا هذا الحلم مستحيل؟ لأنه ببساطة لا توجد موارد طبيعية فى اليابان. لا فحم لديهم ولا نفط ولا حديد خام. كان عليهم استيراد الموارد الطبيعية والمواد الخام مسافة آلاف الأميال إلى أرضهم.

وبناء معامل الفولاذ المتطورة. وتصنيع فولاذ من الدرجة الأولى. وإعادة شحنه مسافة آلاف الأميال. وبيعه بسعر تنافسى. حلم مستحيل تماما. لكنهم لم ينظروا إلى ما لا يملكونه. أى الموارد الطبيعية. بل نظروا إلى ما لديهم. إرادة العمل. مجتمع خلّاق. أمة تسعى مجتمعة إلى هدف يستحق العناء. وحققوا هدفهم.

فى عام 1970 عقدوا اجتماعا آخر وقالوا: فلنحدد هدفنا فى هذا العقد. وهذا الهدف هو ببساطة: «نريد أن نصبح فى هذا العقد الأمة الأولى فى العالم فى إنتاج السيارات». أخفقوا سنة واحدة فقط فى تحقيق هذا الهدف. فى عام 1980 حددوا هدفا آخر. قالوا: «فى هذا العقد فلنصبح البلد الأول فى العالم فى إنتاج الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر». وقد كان. مذهل تماما. تحديد الأهداف فعال بالتأكيد.

درس مهم. تجربة تستحق التتبع والاستنساخ. لكنها تحتاج إلى قوة دافعة. تحتاج إرادة العمل والإخلاص. هل نضمن تحقيق جزء من أحلامنا فى خطة مصر 2030؟ .

■ ■ ■

تصحيح

ورد فى مقال أمس- ضمن رسالة أحد القراء- خطأ مفاده أن معركة ووترلو وقعت عام 1816، والصحيح أنها وقعت فى 18 يونيو 1815. كما ورد خطأ فى الرسالة أن اسم قائد قوات نابليون «بلوخر»، والصحيح «جروشى grouchy»، أما «بلوخر» فهو قائد القوات الألمانية التى هزمت نابليون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف