طلعت الغندور
وداعا.. فارس الكلمة.. السيد نعيم
شاءت إرادة الله ليلة الأول من ذي الحجة أن يُغيب الموت أستاذي وأخي وصديقي الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ السيد نعيم.. وما أبشع فراق الأحباب دون نظرة وداع.. انه لأحساس قاس ان تشعر ان الدنيا قد ضاقت بما رحبت وأن العمر مضي وأُسدل الستار علي مشهد الحياة.. لا أنكر ان رحيله قد أطفأ جانبا أنسانيا كبيرا سوف افتقده وكنت ألمسه فيه منذ أن بدأنا العمل سويا في فترة سابقة وكان نعم الزميل المتفهم لطبيعة العمل والاشخاص من حوله و بمثابة أخي الكبير و امتدت صداقتنا لانها لم تكن صداقة مصلحة أو شيء مقابل شيء كما يفعل الآخرون و كان دائم الاتصال والسؤال والتشاور حتي قبل وفاته بساعات قليلة.
عاهدته محبا لعمل الخير ومتحمساً لمساعدة كل من يطرق باب مكتبه وخاصة الزملاء الجدد الذين كانوا غالبا مايحتاجون الي النصح والإرشاد وكان يسعي جاهدا مخلصا لوضعهم علي الطريق الصحيح ولم يبخل عليهم يوما بشيء دون انتظار لكلمة شكرعرفانا بالجميل وساعد الكثير منهم.
كان صاحب مبدأ لايرضخ ولا ينحني وواضحا في تصرفاته ومبادئه لاتتغير حسب الأهواء والمصالح ويحارب عن قضاياه بشرف ولايخشي أحداً غير الله وكان يعبر عن أرائه بكل صدق وشفافية ولا ينظر للمكسب والخسارة ويقف دائما مع الحق والعدل ولا يحيد عن قوله مهما كلفه ذلك.. وكنا نختلف أحيانا في بعض وجهات النظر ولكنه كان يتقبل اختلاف الأراء بصدر رحب وقد يغضب في بداية الأمر ولكنه سرعان ما يهدأ ويقتنع ويضحك وتشعر انك أمام أطيب القلوب في الدنيا.
حزنت حزنا شديدا عندما علمت بالخبر وطار النوم من عيني ليلة وفاته وعدت بالذاكرة إلي مواقف عديدة وظروف عصيبة وصراعات ونجاحات كثيرة في العمل قضيناها سويا. ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول ألا مايرضي الله وإنا لفراقك يا استاذنا لمحزنون. الموت حق. انا لله وانا اليه راجعون.